عبادة الشيطان
ما هي وكيف نقي أنفسنا من هذه العبادة؟
ما هي وكيف نقي أنفسنا من هذه العبادة؟
مواضيع في التعليم المسيحي
سالزيان الشرق الأوسط
للجميع
قامت عبادة الشيطان منذ سنين كثيرة، في أمريكا وأوروبا، وقد صرنا نسمع عنها في منطقتنا العربية في الآونة الأخيرة الكثير والكثير. فما هي عبادة الشيطان؟
عبادة الشيطان بدعة انتشرت في العالم حديثاً، رغم وجود جذور قديمة لها، وعبدة الشيطان ينقسمون إلى طوائف ومذاهب تختلف عن بعضها في أمور كثيرة، إلا انهم يتفقون في فكرهم الأساسي الذي يتمحور حول ماهية الإنسان.
فما هو فكرهم حول الإنسان؟
يقولون إن الإنسان ما هو إلا صورة مصغّرة للكون، فهو كون مصغّر يشبه تماماً ذلك الكون الكبير، وعلى الإنسان أن يحيا في انسجام تام مع ذلك الكون الكبير.
ينادون بأن ذلك الكون الكبير أزلي … أبدي وعليه فالإنسان أزلي … أبدي، إنه إله، لا بداية له ولا نهاية، إننا جميعاً آلهة، وما الحياة في الجسد ” في اللحم والدم ” إلا حلقة ضمن سلسلة حلقات الإنسان الأزلية الأبدية.
يقولون إنه يجب على الإنسان أن يتخلص من خوفه من الموت، فالموت ليس النهاية، لكنه نقطة الانطلاق إلى حلقة جديدة من تلك السلسة التي لا تنتهي من حلقات حياة الإنسان.
ينادون بأن الخطيئة ليست إلا بدعة بشرية اخترعها الإنسان وصار لها عبداً يخاف منها، فلا يوجد ما يسمى خطيئة أو شر.
الإنسان في حياته في الجسد يحيا في عدة مستويات (الجسد.. النفس.. الذات.. العقل.. الروح.. الخ) وهذه المستويات بعضها منحط والأخر راق، وعلى الإنسان كي يرتقي من المستويات المنحطة إلى تلك الراقية، عليه أن يقوم بإشباع أو ملء تلك المستويات المنحطة، فلكي ترتقي من الجسد إلى النفس عليك أن تشبع جسدك بكل رغباته وشهواته حتى الشاذ منها لا تخف، لا يوجد شيء اسمه خطيئة، أشبع جسدك، أتخمه واملأه كي ترتقي إلى المستوى التالي من مستويات حياتك.
وبما أنه لا خوف من الموت ولا وجود لمعنى الخطيئة، إذاً فالانتحار ليس خطيئة ولا يعتبر تقديم الذبائح البشرية جريمة أو قتلاً، فالموت هو نقطة انطلاق إلى تلك الحلقة التالية من سلسلة حلقات حياة الإنسان التي لا تنتهي.
غاية الصلاة في عبادة الشيطان هي الوصول إلى ما يسمونه (النور) وذلك عن طريق الدخول في حالة النشوة والكمال أو الصفاء الذهني، وللوصول إلى هذه الحالة يستخدمون الموسيقى أو الخمور أو المخدرات والعقاقير وبالطبع الممارسات الجنسية الطبيعي منها والشاذ أيضاً، الفردي والجماعي.
جماعات عبادة الشيطان غاية في التنظيم فرغم تشعبهم واختلاف الكثير من مسميات وطقوس جماعاتهم، إلا أنهم متحدون ومترابطون جداً ويمكن لكل مجموعة من تلك الجماعات في بلد ما أن تتحد معاً فيما يشبه اتحاد كونفدرالي بتشكيل منسق هرمي يعمل لصالح كل مؤمني (النور) في العالم.
كيف يصل المتعبد معهم إلى (النور)؟ بوصوله إلى حالة النشوة والكمال الذهني، وكيف ذلك؟ شل المقاومة الطبيعية لدى الإنسان هو الحل كيف؟ عن طريق السمع (الموسيقى) والبصر(الضوء) والتواجد الجماعي (تهيج المشاعر).
الموسيقى: الموسيقى وخاصة الروك وعلى وجه التحديد موسيقى الميتال والديث ميتال هي الموسيقى المفضلة في اجتماعات العبادة والصلاة لديهم، حيث تصل نسبة الضوضاء في هذه الأنواع من الموسيقى إلى 120 ديسبل (مع ملاحظة أن نسبة الضوضاء في حجرة بها مجموعة أشخاص يتناقشون لا تزيد عن 45 ديسبل) وبهذا النوع من الموسيقى ذات الضوضاء العالية جداً بل القاتلة أيضاً، مع المخدرات والخمور يعملون على شل مقاومة الإنسان الطبيعية وبذلك يصلون به إلى حالة النشوة والكمال الذهني التي تصل به إلى (النور).
الضوء: أو التعاقب السريع جداً بين الإضاءة المبهرة والظلمة الحالكة الذي يصل إلى ما يزيد عن 40 مرة في الثانية وهكذا يفقد الإنسان القدرة على التركيز وبالتالي تشل المقاومة الطبيعية لديه. وعندما يصل الإنسان إلى هذه الحالة من شلل المقاومة الطبيعية له عن طريق السمع بالموسيقى والبصر.
بالضوء، يأتي دور التواجد الجماعي، حيث يقوم القادة بإلقاء الرسائل الإيحائية في هذا الجو المرعب من الموسيقى ذات الضوضاء العالية والتعاقب السريع جداً بين الضوء والظلمة، تلك الرسائل التي تهيج مشاعر المتعبدين المجتمعين معاً بالمئات بل بالآلاف.
وهكذا وباستخدام كل هذه الوسائل المرعبة والمقززة من الجنس إلى المخدرات إلى الموسيقى إلى الضوء، يعتقدون أنهم يصلون إلى (النور) الذي يريدونه.
هناك الكثير من الإشارات والرموز التي تميز عبدة الشيطان منها:
وبالطبع هناك الكثيرين من حولنا يستخدمون هذه الرموز والإشارات دون أن يدركوا أنها تختص بمثل هذه العبادة، وهكذا فإبليس يقيدهم ويستخدمهم دون أن يدركوا.
من المستهدفين للانضمام لهذه الجماعات؟ ينضم تحت لواء هذه الجماعات جمع غفير من الشباب إلى الشيوخ رجال وسيدات ومن جميع الجنسيات والخلفيات الثقافية والاجتماعية، لكن وبالطبع فإن المستهدفين هم الشباب وخاصة الشباب الجامعي وهم يقدمون الكثير من المغريات لهؤلاء الشباب لجذبهم، لكن السؤال كيف يتم ذلك؟
أولاً: تقدم لهؤلاء الشباب دعاوى لحضور حفلات عامة أو خاصة وبالطبع لا تظهر كل أشكال ومظاهر العبادة الشيطانية في هذه الحفلات.
ثانياً: يتم تقييم الأفراد الجدد وفرزهم وانتقاء المناسب منهم، ثم يتم التعارف عليهم وتعريفهم بالجماعة تدريجياً، حتى يصبح العضو الجديد جاهزاً تماماً للانضمام الكلي للجماعة.
ثالثاً: بعد طقوس الانضمام تكشف الجماعة عن كل ممارساتها الشيطانية للعضو الجديد، الذي يجد نفسه متورطاً تماماً مع الجماعة فلا يستطيع أن ينسلخ منها بعد ذلك.
كيف يتم انضمام العضو الجديد للجماعة؟
في الغالب تختلف طقوس ضم الأعضاء الجدد من جماعة لأخرى، فهناك من يعرضون الأعضاء الجدد لاختبارات قاسية لإثبات ولاءهم للجماعة وهناك من يطلبون منهم القيام بأعمال معينة كشرط لانضمامهم، وهكذا وبعد أن ينجح العضو الجديد في هذه الاختبارات يجري له طقس الانضمام وهو يشبه إلى حد كبير ممارسة المعمودية في المسيحية حيث يسكب دم أو ماء قذر على رأس العضو الجديد ثم يقسم قَسَم الانضمام وفيه يقرّ أنه يخصص حياته لخدمة الشيطان وطاعته والبقاء عبداً له طوال حياته، وبعد هذا يرتدي العضو الجديد الشارات والرموز الخاصة بهم.
هل تصدق أن لهذه العبادة قانون إيمان؟ نعم ويا للعجب، وإليك بعض بنوده:
أقدم لكم أخيرا بعض طقوس عبادتهم:
تُرى.. هل أثارت فيكم هذه الأمور الاشمئزاز والتقزز، لكم كل الحق، لكن السؤال الآن،
هل عبادة الشيطان شيء جديد؟
كلا البتة، دعني أقول لك إن جذور هذه العبادة تمتد في تاريخ الإنسانية بصور مختلفة من عبادة الأوثان إلى الإلحاد التام حتى وصلت إلى عبادة الشيطان بهذه الصورة الفاضحة، فمنذ أن سقط الإنسان الأول آدم وهو قد صار عبداً للشيطان، اسمع ما يقوله الكتاب المقدس عن إبليس في هذا الأمر:
فالخطيئة هي الوسيلة التي يستعبد بها إبليس الإنسان ويذلّه ويقوده خطوة بخطوة، إلى الموت الأبدي المعدّ له هو وجنوده، ومن هذا الوقت صار الناس عبيداً لإبليس بصورة أو بأخرى حتى وصل الأمر إلى عبادته علانية، فهذه الكرة الأرضية مملوكة لإبليس وهو يعمل جاهداً لتدميرها. لكن، ومع كل هذه الأخبار السيئة والصور المرعبة، نرى هناك إشراقة أمل، نرى يد الرب وهي تتدخل لحل هذه المشكلة.
نرى الرب يأتي إلى عالمنا، إلى أرضنا في شخص المسيح ليحل هذه المشكلة، فمع سقوط الإنسان في الخطية واحتلال إبليس له وللعالم، أصبح الإنسان عاجزاً عن أن يعود إلى علاقته مع الله، بل أصبح عبداً لإبليس ولما كانت أجرة الخطيئة هي الموت، فالموت هو الثمن الوحيد للخطيئة وهو النتيجة الطبيعية للانفصال عن الله. مصدر الحياة الحقيقية، الأبدية.
أتى الله إلينا في الجسد وعلى الصليب مات ليسدد كل دين خطايانا وهناك دارت أعظم معركة في التاريخ، المعركة بين ملك الملوك وبين رئيس هذا العالم، المعركة التي انتصر فيها المسيح على إبليس، وبقيامته من الموت أعلن انتصاره على الموت وعلى إبليس وعلى الخطيئة وأعلن أنه هو الملك الوحيد المتوّج على هذا العالم كله، وهكذا أسس المسيح مملكته في العالم، وكما نقرأ في (اشعياء 9: 7) يقول:
” لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن إلى الأبد. غيرة رب الجنود تصنه هذا ”
نعم فرياسة المسيح تنمو يوماً بعد يوم، ومملكته تثبت وهو يعضدها، وكل من يؤمن بالمسيح ينضم لهذا الملكوت الذي سيأتي الوقت حين يصل إلى كمال نموه فيأتي المسيح كملك بل كالملك ليملك إلى الأبد. وليسحق إبليس ومملكته وجنوده إلى الأبد.
وهكذا ترى أن العالم كله ينقسم الآن إلى فريقين، بل إلى معسكرين:
أحدهما، يتعبد لإبليس، ومهما اختلفت طرق هذه العبادة من فلسفات ومعتقدات ومذاهب حتى تصل إلى العبادة الصريحة للشيطان فهم في النهاية عبيد له، ومن المؤسف حقاً إن كثيرين من رواد الكنائس يعبدونه وهم لا يدرون، لأنهم وإن كانوا يقدمون عبادتهم للمسيح وباسم المسيح، إلا انهم لا علاقة لهم بالمسيح، فهم ما زالوا في خطاياهم عبيد لإبليس، وذهابهم للكنائس ما هو إلا روتين شكلي يقومون به فقط لتسكيت ضمائرهم، وإرضاء ذواتهم ومجتمعهم، وهم حقيقة أموات روحياً، إذ إنهم منفصلين بسبب خطاياهم عن مصدر الحياة الحقيقية الذي قال عنه الوحي الإلهي المقدس: ” من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة ” ( 1 يوحنا 5: 12، 11).
وهكذا فهم محرومون من نعمة الخلاص ومصيرهم مع الشيطان الذي يعبدونه وهم لا يدرون. والآخر، يتعبّد للمسيح، هم المؤمنون الحقيقيون الذين اغتسلوا في دم المسيح من شرورهم وخطاياهم، والذين يعيشون في هذا العالم تحت سيادة وسلطان ملك الملوك ورب الأرباب الرب يسوع المسيح.
ترى يا عزيزي.. في أي فريق أنت ؟، إلى أي معسكر تنتمي؟، هل أنت من أبناء إبليس ورعاياه وجنوده الأوفياء؟! أم أنك انتقلت من الموت إلى الحياة، بالانتقال إلى معسكر المسيح، بالإيمان بالمسيح، وذلك بقبوله كمخلص شخصي لك وبإعلانك إياه كرب وسيد وملك على كل جزئيات حياتك؟!
عزيزي، ليس هناك من وسيلة أخرى يمكنك ويمكن بها لأي شخص أن يقي نفسه من عبادة الشيطان، ومن عبودية إبليس والخطية، سوى الإيمان القلبي بالمسيح، وإطاعة جميع وصاياه دون نقصان فهو الوحيد القادر أن يخلّص كل من يؤمن به من عبودية إبليس حيث يقول الكتاب عنه:
” ليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص ” (أعمال الرسل 4: 12) و”ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يعمل إرادة أبي هو الذي يدخل ملكوت السماوات”.
تعال الآن إلى الرب، تعال أولاً معترفاً بأنك خاطئ بل ومستعبد للخطية، لإبليس.
ثم تعال مؤمناً أن المسيح بموته على الصليب قد سدد دين خطاياك، وأنه بقيامته من الأموات قد انتصر على إبليس لحسابك، تعال مؤمناً به أنه قادر أن يحررك من عبودية الشر والخطية فهو الذي قال:
” إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً ” ( يوحنا 8: 36)