سياسة صلاة أبانا
أيام الروحانية السالسية ١٩ آذار/مارس ٢٠٢٠
أيام الروحانية السالسية ١٩ آذار/مارس ٢٠٢٠
التوجيه الرسولي السالسي
الرئيس العام الأب أنخِل فيرناندز أرتيمه
للشبيبة
إنّ ثمرة أيام الروحانية للعائلة السالسية هي صلاة “أبانا” الجميلة والمدعوون لعيشها في كل لحظة من كل يوم.
أعزائي القرّاء:
أحييكم خلال موسم الصوم الكبير هذا من فالدوكو – تورينو – هنا حيث ولدنا “كسالزيان” لأنه من هنا أسس دون بوسكو رسالته مع أولاده، ومن هنا أيضاً أسس أول مركز سالسي مع ماما مارغريتا. – أحب أن أقول ذلك هكذا – وهي التي تُدعى بحق أم لأولئك “المشردين في هذه الأزمنة”.
خلال السنوات الست الماضية، اخترت أن أشارككم عدة مرات من خلال هذه التحية بعضَ التجارب التي مررت بها أثناء سفري في جميع أنحاء العالم السالسي.
اليوم أقدم لكم شيئاً بسيطاً ومختلفاً بعض الشيء – شيءٌ أثق أنه سيثير اهتمامكم أو على الأقل، “يصلنا جميعاً مع بعض”لمدة دقيقة واحدة”.
إنني أتحدث عن ثمرة تلك الأيام الجميلة من التأمل، واحتفالنا بأيام الروحانية للعائلة السالسية الثامنة والثلاثين: صلاة “الأبانا” مع كل عبارة منها “تُترجم إلى نمط الحياة (السالسية)”وتعليق بسيط عليها بنوع من العمل السالسي من أجل جعلها ملموسة لهذا اليوم، تعبيراً عن التزامنا السالسي.
أقترح عليكم قراءتها ومعرفة ما إذا كانت هناك عبارة واحدة على الأقل “تتحدث مباشرة إليك” ويمكنك الإسهاب والتأمل فيها،إذا كنت تعتقد أن هذا أمر جيد لتفعله.
يمكنني أن أؤكد لكم أننا كعائلة سالسية وكأصدقاء دون بوسكو في العالم السالسي، نسعى حقاً إلى ترجمة صلاة الأبانا إلى حياتنا اليومية كل يوم.
هذه هي صلاتنا:
أنت أبانا! أب الرحمة اللامتناهية؛ ليس حضوراً صغيراً أو بسيطاً ، بل بالحضور القوي بالقداسة والمحبة اللامحدودتين التي تربي بهما أطفالك بصبر.
ليأتِ ملكوتُك! الملكوت ذاته الذي بدأه يسوع في هذا العالم، مُحقّقاً رسالتك. نرحب بدون تحفظ بما تنوي أن تفعله لنا وللشباب.
لتكن مشيئتك، من خلال عيش تفاصيل ملكوتك، تفاصيل روح العنصرة التي تدفعنا إلى أن نكون مُرسَلين على الدوام لتولد من خلالنا علامات الحرية والمصالحة بين أطفالك وإخوتنا وأخواتنا.
كما في السماء كذلك على الأرض. جنباً إلى جنب مع الشباب، على مثال دون بوسكو، نعلن الـ “نعم” في مجمل الحياة لكل شاب ولكل الشبيبة، حتى يكونوا مواطنين ومسيحيين ملتزمين تماماً هنا على الأرض، وسكان أبديين وسعداء للحياة الأبدية.
أعطنا خبزنا كفاف يومنا؛ الخبز الذي نحتاجه للحياة، لكي يظهر ملكوت الله في رعايتك الإلهية لاحتياجاتنا وحتى نتمكن أيضاً من الرؤية والاعتراف بأن عمل أيدينا هو في الواقع ثمرة نعمتك. دعونا نتحرك ونتحفز ليس بالجشع للامتلاك، بل بالمشاركة مع الفقراء.
اغفر لنا ذنوبنا و خطايانا، كما نحن نبذل قصارى جهدنا من جانبنا في مسامحة إخوتنا وأخواتنا. ساعدنا على وضع الأسلوب الوقائي موضع التنفيذ بالصبر والشهامة والمبادرة بمحبة لإنقاذ الشباب الذين ارتكبوا أخطاء؛ في العطاء الذاتي الكامل، المُشجّع والمفعم بالفرح؛ وفي التفاني المخلِص والمرن لالتزاماتنا اليومية.
لا تسمح لنا بالدخول في تجربة. تجربة النظر إلى الوراء، والنظر في الاتجاه الخاطئ، مقاومة الروح، والاستحاء بك يا سيدنا،عندما نتعرض لمحكمة الرجال، الموضة، والأيديولوجيات؛ وعندما يغرينا تملق القوي؛ وعندما يتحدانا ضميرنا.
لكن نجنا من الشرير. دعنا لا نشك أبداً في أنك، على الرغم من كل شيء، أنت الوحيد الذي يتحكم في تاريخ العالم؛ دعنا لا نشك أبداً في أنك أنت حقاً من تريدنا أن نكون ملتزمين تماماً كمربين، من أجل تحرير الشباب من اليأس ومن كل أنواع سجونهم.
نجّنا من شر الابتعاد عن وجهك إلى الأبد. من أجل هذا، نصلي من صميم قلوبنا، لترسل لنا الروح القدس، حتى يشفي جروح الجسد والقلب والروح وليوقظ فينا أملاً جديداً دائماً في عيش الرسالة التي بدأها أبونا دون بوسكو قبلنا بفرح.
آمين!
أتمنى لكم كل الخير والسعادة باسم الرب.