اليوم الأول
“لا أحد يُخلّص نفسه بنفسه” – الدعوة إلى الحياة الجماعية
“لا أحد يُخلّص نفسه بنفسه” – الدعوة إلى الحياة الجماعية
لم يمنع العمل المضني دون بوسكو، من أن يكون رجل الصلاة، وإن تميّزت صلاته بمفهوم جديد غير متّبع في عصره، وهو أن تنبثق الصلاة من قلب الحياة وأن ترتبط بالعمل بحيث تصبح الحياة كلها تقدمة روحية.
إن العمل والصلاة، العمل والتأمل يعبران عن محبة واحدة، متماسكة يقيمها الروح القدس في روح الرسول. فمن خلالها استغرق دون بوسكو في الله استغراقاً عميقاً، حتى قدّمته الكنيسة مثالاً للذين يقعون في سطحية الحياة المادية والعيش في ضجيج عالم اليوم.
صلاته صلاة رسول حقيقية وكاملة في جوهرها، بسيطة وفرحة في مظهرها، شعبية في مضمونها. في هذه الثلاثية نريد أن نشارك القديس يوحنا بوسكو مشاعره تجاه الله.
– ترتيلة البداية :
ما أطيب أن نسكن معا – يسوع فرحي
ما أطيب أن نسكن معا يبارك الرب الإخوة معا نهلل له ولاسمه القدوس من حملنا وسمه
نبارك اسمه معا نرقص له ننحني أمام قدسه نرتوي من فيض حبه
لسنا بعد غرباء نحن أخوة أنبياء من أبناء وطن القديسين نحن من أهل بيت الله
باركو الرب يا متقيه وأنشدوا له بالاعتراف
نحن ولدنا للحياة نعيش بالحب أغنياء بصلبه وهبنا كل شيء فلم نعد بعد فقراء
باركو الرب يا متقيه وأنشدوا له بالاعتراف
ك: باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد
ج: آمين
ك: نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس، معكم جميعاً
ج: ومع روحك ايضاَ
ك: فحص الضمير… فعل الندامة أو ترتيلة عن التوبة.
– المزمور: (١٩) الردّة: كلامُكَ، يا ربّ، روحٌ وحياة.
– قراءة من الكتاب المقدس: (متى ٤/١٨-٢٢)
في ذلك الزمان، كانَ يسوعُ سائراً على شاطِئِ بَحرِ الجَليل، فرأَى أَخَوَيْنِ هُما سِمعانُ الَّذي يُقالُ له بُطرُس وأَندَراوسُ أَخوهُ يُلقِيانِ الشَّبَكةَ في البَحر، لأَنَّهما كانا صَيَّادَيْن. فقالَ لَهما: اِتْبَعاني أَجعَلْكما صَيَّادَيْ بَشر. فتَركا الشِّباكَ مِن ذلك الحينِ وتَبِعاه.
ثُمَّ مَضى في طَريقِه فرأَى أخَوَيْنِ آخَرَيْن، هُما يَعْقُوبُ بنُ زَبَدَى ويُوحَنَّا أَخوهُ، معَ أَبيهِمَا زَبَدى في السَّفينَةِ يُصلِحانِ شِباكَهما، فدَعاهما. فَتَركا السَّفينَةَ وأَباهُما مِن ذلك الحينِ وتَبِعاه.
كلام الرب
قراءة سالزيانية: (من كتاب تريزيو بوسكو – دون بوسكو صديق الشباب ص٢٦٩)
في ٩ كانون الأول/ديسمبر ١٨٥٩، رأى دون بوسكو أنه حان الوقت ليتكلم صراحة على رهبانية، فوجّه كلامه الى السالسيّين التسعة عشر المجتمعين في غرفة على هذا النحو تقريباً:
” فكَّرتُ منذ مدة طويلة في إِنشاء رهبانية، فهذا هو الوقت للانتقال من الكلام الى العمل. إِنّ الأب الاقدس بيوس التاسع شجَّع مشروعي وباركه. لم تُبصر الرهبانية النور بعد، فقد كانت قائمة بمجموعة القوانين التي عملتم بها دائما عملا تقليديّاً … والآن يجب السير إلى الأمام، وإِنشاء الرهبانية رسمياً وتَقُّبل قوانينها. ولكن اعلموا أنَّه لن ينتسب إليها سوى الذين يُريدون، بعد ما يفكّرون بِجدّ، أن ينذروا في الوقت المحدّد نذور الفقر والعفاف والطاعة… أترك لكم أسبوعاً لتفكّروا في الأمر“.
ساد في آخر الاجتماع سكوت غير مألوف، وسرعان ما تحققوا، لما انحلّت عقدة الألسنة، أنّ دون بوسكو كان على صواب في سلوك الطريق ببطء وحذر.
كان أُناس منهم يدمدمون أَنَّ دون بوسكو يريد أن يجعل منهم رهبانا (كان ذاك اللقب سخرية عند أعداء الكنيسة في ذلك العصر).
وكان يوحنا كالييرو (Cagliero) يخطو خطوات واسعة ذهاباً وإِيابا في الساحة، تنازعه مشاعر مضادة.
ولكن الرغبة “في البقاء مع بوسكو” فازت بموافقة الأكثرية، فلفظ كالييرو العبارة التي أصبحت تاريخية: “أراهبٌ أم غير راهب، إنّي أبقى مع دون بوسكو”.
في “جلسة الانتساب” التي عقدت مساء 18 كانون الأول/ديسمبر لم ينقص سوى اثنين من التسعة عشر الذين حضروا الاجتماع السابق.
هذا هو مختصر محضر الجلسة الذي كتبه الأب الاسوناتّي :
” في غرفة الكاهن يوحنا بوسكو في الساعة التاسعة من المساء ، اجتمع الأب بوسكو والكاهن فيتّوريو ألاسوناتيّ (Alasonatti) ، والاكليركيون أنجلو سافيو (Savio) الشمّاس الانجيلي، وميشيل روا (Rua) الشمّاس الرسائلي، ويوحنا كالييرو (Cagliero)ويوحنا المعمدان فرنتشيسيا(Francesia) ، وفرنسيس بروفيرا (Provera) ، وكارلو غيفارلّو (Ghivarello) ، ويوسف لازّيرو(Lazzero) ، ويوحنا بونيّتي(Bonetti) ، ويوحنا أنفوسّي(Anfossi) ، ولويس مارسلّينو(Marcellino) ، وفرنسيس تشيروتي(Cerruti) ، وسلستينو دوراندو( Durando) ، و سكندو بتيّفا (Pettiva) ، وانطون روفتّو(Rovetto) ، وقيصر يوسف بونجيوفانّي(Bongiovanni) ، والشباب لويس كيانالي (Chianale).
وقد سرّ المجتمعين أن يجعلوا من أنفسهم جمعية او رهبانية… فرجوا بالأجماع من دون بوسكو المنشئ والباعث أن يقبل منصب الرئيس الأعلى، فقبله بشرط أن يختار نائباً، فبدا له ألاّ يبدّل من هذا المنصب كاتب هذه الاسطر…
وانتُخِب بالأجماع الشماس الرسائلي روا ميشيل مرشداً روحياً، وانتُخب أنجلو سافيو وكيلاً للمال معترفاً به، وكان المستشارون الثلاثة الذين انتُخبوا بالاقتراع الشمامسة كالييرو ويوحنا وبونيتي يوحنا وغيفارلّو كارلو. وهكذا أُقيم إقامة نهائية الهيئة الإدارية لجمعيتنا (قيل لها بعدئذ المجلس الأعلى للرهبانية).
القارئ الأول: نرفع صلاتنا إليك يا ربّ من أجل جميع المرضى وخاصة المصابين بفيروس كورونا، لكي يعودوا لحياتهم الطبيعية بصحة سليمة.
القارئ الثاني: يا رَّبّ اجعلنا نصغي إلى كلامك، كما فعل تلاميذك الأولين، فنكون ملح الأرض ونور العالم.
القارئ الثالث: نطلب إليك يا ربّ بشفاعة القديس يوحنّا بوسكو، أن ترسل إلى كنيستك وخاصة الرهبنة السالسية دعوات صالحة وقديسة.
كلمة روحية: مع الأب منير الراعي السالسي
أبا الشبيبة ومعلمها، يوحنا بوسكو القديس، يا من سعى السعي كله، لخلاص النفوس، كن لنا دليلاً، حين نطلب خير نفوسنا وخلاص القريب. أعنَّا على كبح الأهواء وغلبة الحياء البشري. علمنا ان نحب يسوع القرباني، ومريم معونة النصارى، والحبر الأعظم. والتمس لنا من الله ميتة صلاح، لنكون يوماً معك في الفردوس. آمين.
– لنصل: اللهمَّ، مُحِبَّ الصِغار، يا مَنْ أَضْرَمْتَ في قَلْبِ القديس يوحنا بوسكو نارَ مَحَبَّتِكَ، وأَقَمْتَهُ أباً للشَبيبة ومُعَلِّماً، أَشْعِلْ في نُفوسِنا تلْكَ المَحَبَّة فَنَبْحَثَ عن النفوس غيْرَ مُبْتَغين سِوى وَجْهِكَ الكريم. برَبِّنا يسوع المسيح ابنك الإله الحيّ المالك مَعَكَ ومع الروحِ القُدُس الى دهر الدهور.
– ترتيلة الختام:
باركي يا نفسي الرب _ يسوع فرحي
باركي يا نفسي الربَّ ولا تنسَي كلّ حسناته
1- الذي يغفر كلَّ آثامِك، وهو يشفيِ كلَّ أمراضِك
وينجّي من الحفرة حياتَك وبالرحمةِ دومًا يكلّلُك
باركي ربَّكِ يا نفسي باركي
2- الذي يشبع بالخير عمرك فيجدّد كالنسر شبابك
الذي يملأ كلَّ حاجاتك ويبلسم كلّ جراحاتك
باركي ربَّكِ يا نفسي باركي