مقدمة
من المعروف أن كلمة « أيقونة » ليست من جذور عربية ، بل هي يونانية ، شأنها شأن الكثير من الألفاظ الليتورجية في اللغة العربية ، التي تعود أصولها إلى السريانية أو اليونانية أو القبطية . وعليه ، فإن لفظة « أيقونة » تعود إلى اللغة اليونانية الكلاسيكية ، وعلى وجه التحديد من كلمة eikon ، التي تعني : « صورة » ، « شکل » ، « تصوير » . أما في اللغة اليونانية في البيزنطي وفي العصر الحديث ، فالكلمة المستعملة هي eikona . لقد استعملت اللفظة في اللغة اليونانية القديمة أيضا في أسفار العهد الجديد ، خصوصا في رسائل القديس بولس . فالرسول يدعو المسيح صورة ( أيقونة ) الله » ( ۲ قورنتس 4 : 4 ) ، وأيضا صورة ( أيقونة ) الله الذي لا يرى » ( قولسي ١ : ۱٥ ) . وفي مكان آخر ، يصف الانسان أيضا على أنه صورة الله وحده ) ) ( ۱ قورنتس ۷:۱۱ ) . وكلها تعود بنا إلى سفر التكوين ، حيث نجد التعبير المشهور ( في اللغة العبرية ) : « وقال الله : لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا » . ( تكوين ١ : ٢٦ )
في هذه الحالة ، نتساءل : لماذا لا نستخدم كلمة ( صورة ) بدل ( أيقونة ) . فالجميع يفهم معنى كلمة « صورة » ، بينما يعرف القليلون معنى كلمة « أيقونة » . إن السبب هو أن كلمة « صورة » تستخدم لتعني جميع أنواع الصور ، سواء أكانت رسما ، أو لوحة ، أو صورة فوتوغرافية ، أو صورة منسوخة . أما كلمة « أيقونة » فتستخدم فقط للصور المقدسة الدينية المسيحية ، وتشير إلى صورة . مضمون مسيحي مقدس ، بما فيها من ميزات معينة . في الحقيقة ، ليست جميع الرسوم المسيحية أيقونات . ورسومات الجدران في دياميس روما ، على سبيل المثال ، هي شكل من أشكال الفن المسيحي المقدس ، وهي مهمة وأصيلة ، ولكنها ليست من صنف الأيقونات . وهذا ما ينسحب على اللوحات الدينية الرائعة للعديد من الرسامين في عصر النهضة الأوروبية أو الرسومات المسيحية المعاصرة ، التي تنتمي أيضا إلى الفن المسيحي المقدس ، ولكن لا يصح أن نسميها أيقونات .
© الأب بيير جورجو جناتسا
منشورات مكتبة يسوع الملك
بيت ساحور