LECTIO DIVINA القراءة الربانية
– ما هو الـ LECTIO
– ما هي المراحل التي يقوم عليها؟
– ما هي علاقته بالحياة اليومية؟
– ما هي أهميته؟
١. الـ:Lectio
- هو تأمل وصلاة موحاة من الكتاب المقدس. هو تمرين منظم للإصغاء الشخصي لكلمة الله.
- تمرين:يعني نشاط حيوي، خلاله يضع الإنسان نفسه في وضع معين، يتخذ قرار، يسير.
- منظم:تمرين له ديناميكية داخلية. أحياناً نقول: “الكتاب المقدس جاف ولا يفيد للصلاة”.
- إصغاء:يعني إعداد المكان لأحدهم. “هاأنذا واقف على الباب أقرعه، فإن سمع أحد صوتي وفتح الباب، دخلت إليه وتعشّيت معه وتعشى معي” (رؤيا 20:3).

- الإصغاء يحصل في الصمت. والصمت يعني غياب الضجة، غياب الخيال، الأفكار، الذكريات.
- الصمت يعني أن نترك الكلمة تخترقنا. تلك الكلمة التي لا ترجع قبل أن تحقق المهمة التي أرسلت من أجلها“لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجع إلى هناك دون أن يروي الأرض ويجعلها تنتج وتنبت لتؤتي الزارع زرعاً والآكل طعاماً، فكذلك تكون كلمتي التي تخرج من فمي: لا ترجع إليّ فارغة بل تتمّ ما شئت وتنجح فيما أرسلتها له” (أشعيا 55: 10-11). تلك الكلمة التي لها القدرة على خلاص نفوسنا (يعقوب 1: 21).
- شخصي: ليس الإصغاء إلى وعظة أو إلى محاضرة، انه وقت الإصغاء الشخصي. الـ Lectio هو الامتداد والتحضير للإصغاء الجماعي والليتورجي الذي بدونه يصبح الإصغاء انعزال.
- لكلمة الله: الله يكلمني بكلمته، بها خلقني وفيها سر حياتي، فيها مفتاح وضعي الحالي وسر مسيرة الكنيسة، مفتاح الماضي والحاضر والمستقبل.
٢. مراحل الـ Lectio Divina :
- قراءة Lectio
- تفكير Meditatio
- صلاة Oratio
- تأمل Contemplatio
- عمل Actio
١. قراءة:
- قراءة النص المقدس قراءة متأنية عدّة مرات لتحديد العناصر الأساسية فيه.
- التركيز على الفعل، الفاعل، المكان، الزمان، المشاعر، الأحداث، نوعية الحركة… (يستحسن استخدام القلم).
- كل مرة تعاد القراءة يتم اكتشاف أمور جديدة وتذكّر بنصوص مقدسة مشابهة أو منسجمة مع هذا النص.
- مقارنة النصوص تزيد الغنى وتوضح الرؤية وتزيد الفهم. فنلاحظ أن النص لم يكتب صدفة بل هو ثمرة تأمل شعب.
٢. تفكير:
- بعد القراءة يأتي التوقف والتفكير لإبراز القيم المختبئة في النص.
- التفكير يكون بواسطة العقل والقلب معاً.
- في هذه المرحلة يبدأ التفكير في المشاعر، في الأفعال والمواقف. نأخذ بعين الاعتبار مثلاً، مواقف الله من الإنسان: رحمة – أمانة – عدالة، ومواقف الإنسان من الله: ندامة – تسبيح – عرفان جميل (مواقف إيجابية) خداع – سقوط – خوف (مواقف سلبية).
- القيم التي اكتشفتها من النص تصبح مصدر مقارنة مع حياتي الشخصية وتصرفاتي، فأسأل نفسي: ماذا تقول لي هذه القيمة؟ كيف أعيشها؟ ما هي الحواجز؟ وهكذا أدخل في تفاعل مع النص المقدس. “وكانت مريم تحفظ جميع هذه الأمور وتتأملها في قلبها”(لوقا 2: 19). كانت مريم تجمع الأحداث في قلبها وتقارن بينها وتحاول فهم السر الإلهي الذي يوحد العناصر المتناقضة. وبواسطة هذا التأمل والتفكير تدخل مريم في سر الله.
٣. صلاة:
- القيم النابعة من النص خلال التعمق والتفكير والتأمل، تصبح دافعاً للتسبيح، للتوسل، للشكر وطلب الغفران فتخرج صلاة.
٤. تأمل:
- هو تذوّق النص المقدس والركون بمحبة.

Open Holy Bible and candle on a old oak wooden table. Beautiful gold background. Religion concept.
- في هذه المرحلة لم يعد الفهم ذهني بل حياتي، يصبح غذاء للحياة.
- هو الانتقال من صفحات الكتاب الىحضور يسوع المسيح، هو اللقاء بالله الذي دخل تاريخ البشر.
- التأمل هو سجود، تسبيح وصمت أمام يسوع المسيح: القائم من الموت، الكاشف للآب، الوسيط الوحيد للخلاص، واهب الفرح والحياة.
- في هذه المرحلة الرابعة نترك المجال للروح القدس كي يعمل فينا ويعطينا مواهبه ويشعل فينا المحبة.
التأمل هو الخروج من الذات والدخول في سر الله الذي بيده حياتنا. هو اللقاء الشخصي العميق بإله خلاصنا.
علاقة الـLectio بالحياة اليومية:
تنتهي المراحل الأربعة الأساسية للـLectio Divina وهي المراحل الصاعدة، وتنتج عنها حالات لا غنى عنها للنزول والتطبيق في الحياة:
- التعزية Consolatio)): الفرح العميق النابع من الاتحاد بالله وحضور الروح المعزّي. تتمتع النفس بالسلام والفرح والثقة حتى في الأوقات الصعبة. وهنا تولد القرارات الكبيرة التي تتحدّى الحواجز.
- التمييز (Discretio): هو القدرة على تمييز ما ينسجم في الحياة مع تعاليم الإنجيل حيث يعمل روح الله.
- القرار (Deliberatio): هو الاستعداد الداخلي الذي يدفع إلى الاختيار حسب مشيئة الآب.
- العمل (Actio): هو العيش والتصرّف وفق روح المسيح وتحقيق ملكوت الله في العالم. في العمل تظهر ثمرة كل المسيرة. وخلال النهار يمكن إكمال التأمل في القلب.
أهمية الـ Lectio Divina:
- فيه تكمن جذور الروحانية المسيحية التي ترتكز على الكتاب المقدس، في الشرق كما في الغرب.
- بدونه يبقى إيمان المسيحي إيمان غير ناضج ومنفصل عن الحياة.
يقول الكردينال مرتيني: “الـ Lectio هو الدواء الفعّال الذي يقترحه علينا الله ضد السم في عصرنا الحالي، لتنمية الحياة الباطنية التي بدونها توشك الديانة المسيحية أن تفشل في مواجهة تحديات الألف الثالث”.
- إن قراءة الكتاب المقدس وتأمل نصوصه تساعد في اتخاذ القرارات المنسجمة مع روح الإنجيل، وتؤدي إلى تجسيد الإيمان في الحياة اليومية.
العذراء مريم، أم التأمل، تعلمنا حفظ كلمة الله والتأمل بها ليلاً ونهاراً.
ترجمة لسور مارلين معلوف