مريم العذراء في الكتاب المقدس
ألقاب مريم
ألقاب مريم
مواضيع مريمية
الأب داني قريو السالسي
الجميع
الكنيسة حفظت لمريم أم يسوع مكاناً فريداً في الصلاة والشفاعة. لأنها خادمة الله المؤمنة التي كان لها معه، علامة فريدة ومميزة، لم يستطع يوماً إنسانٌ أن يقيمها مع الله. صارت أماً لابن الله المتجسد يسوع المسيح فربته ورافقته وكانت أمه وتلميذته في آنٍ معاً وهو كان ربها وابنها في الوقت نفسه. ولقدد شاركت العذراء بطريقة فاعلة في حياة الكنيسة وانطلاقتها لأنها باختبارها كمؤمنة تختصر مسيرة الكنيسة وتبقى صورتها الأسمى.
يعرفنا العهد القديم، إلى مريم العذراء من خلال رموز ونصوص كتابية متفرقة. كثيرة هي ارموز الكتابية التي طبّقها الآباء القديسون على العذراء مريم في دورها الخلاصي مع ابنها الفادي يسوع المسيح.
بعد معصية حواء الأولى التي أدخلت الموت إلى العالم. مريم حواء الثانية بطاعتها لله، أصبحت أم ابنه، وبها دخلت النعمة من جديدإلى العالم وبدأ الخلاص (تك3/9-20).
9فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟» 10فَأَجَابَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَاخْتَبَأْتُ خِشْيَةً مِنْكَ لأَنِّي عُرْيَانٌ». 11فَسَأَلَهُ: «مَنْ قَالَ لَكَ إِنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنْ ثَمَرِ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيْتُكَ عَنْهَا؟» 12فَأَجَابَ آدَمُ: «إِنَّهَا الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا رَفِيقَةً لِي. هِيَ الَّتِي أَطْعَمَتْنِي مِنْ ثَمَرِ الشَّجَرَةِ، فَأَكَلْتُ». 13فَسَأَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ الْمَرْأَةَ: «مَاذَا فَعَلْتِ؟» فَأَجَابَتْ: «أَغْوَتْنِي الْحَيَّةُ فَأَكَلْتُ». 14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ بَيْنَ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ، عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ، وَمِنَ التُّرَابِ تَأْكُلِينَ طَوَالَ حَيَاتِكِ، 15وَأُثِيرُ عَدَاوَةً دَائِمَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَكَذَلِكَ بَيْنَ نَسْلَيْكُمَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَلْدَغِينَ عَقِبَهُ». 16ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَةِ: «أُكَثِّرُ تَكْثِيراً
أَوْجَاعَ مَخَاضِكِ فَتُنْجِبِينَ بِالآلاَمِ أَوْلاَداً، وَإِلَى زَوْجِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَتَسَلَّطُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ أَذْعَنْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ، وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيْتُكَ عَنْهَا، فَالأَرْضُ مَلْعُونَةٌ بِسَبَبِكَ وَبِالْمَشَقَّةِ تَقْتَاتُ مِنْهَا طَوَالَ عُمْرِكَ. 18شَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ، وَأَنْتَ تَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ جَبِينِكَ تَكْسَبُ عَيْشَكَ حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ، فَمِنْ تُرَابٍ أُخِذْتَ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ». 20وَسَمَّى آدَمُ زَوْجَتَهُ «حَوَّاءَ» لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ. 21وَكَسَا الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَزَوْجَتَهُ رِدَاءَيْنِ مِنْ جِلْدٍ صَنَعَهَا لَهُمَا.
التي غرسها الله في وسط الفردوس. هي رمز العذراء التي أعطت العالم الثمرة المباركة المحية، ليأكل العالم منها ويحيا إلى الدهر. (تك 3/22)
22ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا، يُمَيِّزُ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. وَقَدْ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَتَنَاوَلُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ وَيَأْكُلُ، فَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ».
علامة العهد بين الله ونوح، هو رمز للعذراء علامة العهد الجديدأم المخلص والدة ابن الله المتأنس. (تك9/8-17).
8وَخَاطَبَ الرَّبُّ نُوحاً وَأَبْنَاءَهُ مَعَهُ قَائِلاً: 9«هَا أَنَا أُبْرِمُ مِيثَاقِي مَعَكُمْ وَمَعْ ذُرِّيَّتِكُمْ، 10وَمَعْ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمْ، مِنْ طُيُورٍ وَبَهَائِمَ، وَمِنْ كُلِّ حَيَوَانَاتِ الأَرْضِ الَّتِي خَرَجَتْ مَعَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ، مَعْ كُلِّ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ عَلَى الأَرْضِ. 11أُبْرِمُ مِيثَاقِي مَعَكُمْ بِأَنْ لاَ يُبِيدَ الطُّوفَانُ كُلَّ ذِي جَسَدٍ ثَانِيَةً، وَأَنْ لاَ يَكُونَ هُنَاكَ طُوفَانٌ لِيَقْضِيَ عَلَى الْحَيَاةِ فِي الأَرْضِ». 12وَقَالَ الرَّبُّ: «وَهَذِهِ هِيَ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الأَبَدِيِّ الَّذِي أُقِيمُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمْ: 13أَضَعُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلاَمَةَ مِيثَاقٍ بَيْنِي وَبَيْنَ الأَرْضِ. 14فَيَكُونُ عِنْدَمَا أُخَيِّمُ بِالسَّحَابِ فَوْقَ الأَرْضِ، وَتَظْهَرُ الْقَوْسُ، 15أَنِّي أَذْكُرُ مِيثَاقِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ مِنْ ذَوَاتِ الْجَسَدِ، فَلاَ تَتَحَوَّلُ الْمِيَاهُ إِلَى طُوفَانٍ يُبِيدُ كُلَّ حَيَاةٍ. 16وَتَكُونُ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ، فَأُبْصِرُهَا، وَأَذْكُرُ الْمِيثَاقَ الأَبَدِيَّ الْمُبْرَمَ بَيْنِي وَبَيْنَ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ عَلَى الأَرْضِ». 17وَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «هَذِهِ هِيَ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي أَبْرَمْتُهُ بَيْنِي وَبَيْنَ كُلِّ حَيٍّ عَلَى الأَرْضِ».
تتوقد بالنار وهي لا تحترق بحضور مجد إله فيها هي رمز للعذراء التي حلَّ فيها الله، وولد منها المخلص وبقيت بتولاً. (خروج3/1-6).
وأَمَّا مُوسَى فَكَانَ يَرْعَى غَنَمَ حَمِيهِ يَثْرُونَ كَاهِنِ مِدْيَانَ، فَقَادَ الْغَنَمَ إِلَى مَا وَرَاءِ الطَّرَفِ الأَقْصَى مِنَ الصَّحْرَاءِ حَتَّى جَاءَ إلى حُورِيبَ جَبَلِ اللهِ. 2وَهُنَاكَ تَجَلَّى لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ وَسَطَ عُلَّيْقَةٍ. فَنَظَرَ مُوسَى وَإِذَا بِالْعُلَّيْقَةِ تَتَّقِدُ دُونَ أَنْ تَحْتَرِقَ. 3فَقَالَ مُوسَى: «أَمِيلُ الآنَ لأَسْتَطْلِعَ هَذَا الأَمْرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لاَ تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟» 4وَعِنْدَمَا رَأَى الرَّبُّ أَنَّ مُوسَى قَدْ دَنَا لِيَسْتَطْلِعَ الأَمْرَ، نَادَاهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ قَائِلاً: «مُوسَى». فَقَالَ: «هَا أَنَا». 5فَقَالَ: «لاَ تَقْتَرِبْ إِلَى هُنَا: اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ».
6ثُمَّ قَالَ: «أَنَا هُوَ إِلَهُ أَبِيكَ، إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ، وَإِلَهُ إسْحقَ، وَإِلَهُ يَعْقُوبَ». عِنْدَئِذٍ غَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ خَوْفاً مِنْ أَنْ يَرَى اللهَ (فَيَمُوتَ).
الحاوي لوحي الوصايا العشر، وجرة المن، وعصا هارون. هو علامة لحضور الله بين شعبه، وهو رمزٌ للعذراء، التي حلَّ فيها بن الله متأنساً بنوعٍ عجيب. (خروج25/10-16).
10يَصْنَعُونَ تَابُوتاً مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ، طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ (نَحْوَ مِتْرٍ وَرُبْعِ الْمِتْرِ) ، وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً) وَارْتِفَاعُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ (نَحْوَ خَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ سَنْتِيمِتْراً). 11وَتَضَعُ عَلَيْهِ غِشَاءً مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ مِنَ الدَّاخِلِ وَالْخَارِجِ، وَاجْعَلْ لَهُ إطَاراً مِنْ ذَهَبٍ، 12وَاسْبِكْ لَهُ أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ تُثَبِّتُهَا عَلَى قَوَائِمِهِ الأَرْبَعِ حَلْقَتَيْنِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، 13وَتَصْنَعُ عَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ تُغَشِّيهِمَا بِالذَّهَبِ، 14ثُمَّ تُدْخِلُهُمَا فِي الحَلَقَاتِ الَّتِي عَلَى جَانِبَيِ التَّابُوتِ لِيُحْمَلَ بِهِمَا. 15وَتَبْقَى الْعَصَوَانِ فِي حَلَقَاتِ التَّابُوتِ، لاَ تُنْزَعَانِ مِنْهَا. 16ثُمَّ تَضَعُ الشَّهَادَةَ الَّتِي أُعْطِيكَ فِي دَاخِلِ التَّابُوتِ.
التي سقت الأرض العطشى بندى السماء، رمز للعذراء، التي روت أرضنا العطشى بالماء الحي، ابنها يسوع المسيح ربنا. (1مل18/41-46).
41وَقَالَ إِيلِيَّا لأَخْآبَ: «اصْعَدْ كُلْ وَاشْرَبْ لأَنَّنِي أَسْمَعُ صَوْتَ دَوِيِّ مَطَرٍ». 42فَمَضَى أَخْآبُ لِيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ، وَأَمَّا إِيلِيَّا فَارْتَقَى إِلَى قِمَّةِ جَبَلِ الْكَرْمَلِ وَجَلَسَ عَلَى الأَرْضِ وَخَبَّأَ رَأْسَهُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ. 43وَقَالَ لِغُلاَمِهِ: «اذْهَبْ وَتَطَلَّعْ نَحْوَ الْبَحْرِ». فَمَضَى الْغُلاَمُ وَتَطَلَّعَ نَحْوَ الْبَحْرِ وَقَالَ: «لاَ أَرَى شَيْئاً». فَأَمَرَ إِيلِيَّا: «اذْهَبْ وَتَطَلَّعْ، سَبْعَ مَرَّاتٍ» 44وَفِي الْمَرَّةِ السَّابِعَةِ قَالَ الْغُلاَمُ: «أَرَى غَيْمَةً صَغِيرَةً فِي حَجْمِ كَفِّ إِنْسَانٍ صَاعِدَةً مِنَ الْبَحْرِ». فَقَالَ إِيلِيَّا: «انْطَلِقْ وَقُلْ لأَخْآبَ أَعِدَّ مَرْكَبَتَكَ وانْزِلْ مِنَ الْجَبَلِ لِئَلاَّ يُعِيقَكَ الْمَطَرُ عَنِ السَّفَرِ». 45وَسَرْعَانَ مَا تَلَبَّدَتِ السَّمَاءُ بِالْغُيُومِ، وَهَبَّتْ رِيحٌ عَاصِفَةٌ، وَهَطَلَ مَطَرٌ غَزِيرٌ، فَانْدَفَعَ أَخْآبَ بِمَرْكَبَتِهِ نَحْوَ يِزْرَعِيلَ. 46وَحَلَّتْ قُوَّةُ الرَّبِّ فِي إِيلِيَّا، فَلَفَّ عِبَاءَتَهُ حَوْلَ حَقْوَيْهِ وَرَكَضَ لِيَسْبِقَ أَخْآبَ إِلَى مَدْخَلِ يِزْرَعِيلَ.
التي فاضت زيتاً وبركة: رمزٌ للعذراء فاضت منها النعمة، والبركة الدائمة في قلب المؤمنين بابنها، وربها، يسوع المسيح(2مل4/1-7).
وَاسْتَغَاثَتْ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي الأَنْبِيَاءِ بِأَلِيشَعَ قَائِلَةً: «عَبْدُكَ زَوْجِي تُوُفِّيَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ يَتَّقِي الرَّبَّ، وَقَدْ أَقْبَلَ مُدِينُهُ الْمُرَابِي لِيَسْتَرِقَّ وَلَدَيَّ (لِقَاءَ دُيُونِهِ)». 2فَسَأَلَهَا أَلِيشَعُ: مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ أَصْنَعَ لَكِ؟ أَخْبِرِينِي مَاذَا عِنْدَكِ فِي الْبَيْتِ؟» فَقَالَتْ: «لاَ أَمْلِكُ فِي الْبَيْتِ شَيْئاً سِوَى قَلِيلٍ مِنَ الزَّيْتِ». 3فَقَالَ لَهَا أَلِيشَعُ: «اذْهَبِي اسْتَعِيرِي أَوَانِيَ فَاِرغَةً مِنْ عِنْدِ جَمِيعِ جِيرَانِكِ وَأَكْثِرِي مِنْهَا. 4ثُمَّ ادْخُلِي بَيْتَكِ وَأَغْلِقِي الْبَابَ عَلَى نَفْسِكِ وَعَلَى بَنِيكِ، وَصُبِّي زَيْتاً فِي جَمِيعِ هَذِهِ الأَوَانِي، وَانْقُلِي مَا يَمْتَلِيءُ مِنْهَا إِلَى جَانِبٍ». 5فَمَضَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَأَغْلَقَتِ الْبَابَ عَلَى نَفْسِهَا وَعَلَى أَبْنَائِهَا، الَّذِينَ رَاحُوا يُحْضِرُونَ لَهَا الأَوَانِيَ الْفَارِغَةَ فَتَصُبُّ فِيهَا. 6وَحِينَ امْتَلأَتْ جَمِيعُ الأَوَانِي قَالَتْ لاِبْنِهَا: «هَاتِ إِنَاءً آخَرَ». فَأَجَابَهَا: «لَمْ يَبْقَ هُنَاكَ إِنَاءٌ». عِنْدَئِذٍ تَوَقَّفَ تَدَفُّقُ الزَّيْتِ. 7فَجَاءَتْ إِلَى رَجُلِ اللهِ وَأَخْبَرَتْهُ. فَقَالَ لَهَا: «اذْهَبِي وَبِيعِي الزَّيْتَ وَأَوْفِي دَيْنَكِ، وَعِيشِي أَنْتِ وَأَبْنَاؤُكِ بِمَا يَتَبَقَّى مِنْ مَالٍ».
رمز الخلود، وعدم الفساد. دائمة الخضرة والنقاء، رزٌ للعذراء التي بقيت بتولاً قبل الميلاد وفيه وبعده، ولا يطالها الموت لأنها أم الحياة.
إذ رأى يعقوب السماء، متصلة بالأرض بطرفي سلّم ينزل عليه الملائكة ويصعدون. فالعذراء هي الوسيط، والسلّم، نزل عليها الله نحونا، وأعاد الصلة بين الأرض والسماء.
عندما أعلن الرسل والإنجيليون البشارة، لم يركزوا في تعليمهم أو في كتاباتهم على أي شخص أو حدث إلا بقدر ما يوضح هذا الشخص أو ذاك الحدث، هوية يسوع ورسالته. ولهذا لا نجد في العهد الجديد الكثير عن شخص العذراء مريم ورسالتها؛ ولا عن القديس يوسف أيضاً ولكن الشواهد رغم قلتها تُظهر نصوصها عظمة دور مريم العذراء في حدث الخلاص وفي حياة الكنيسة.
إنجيل متى يعلن أنَّ مريم كانت مخطوبة لرجلٍ اسمه يوسف من سلالة داود، ولكن قبل أن يتساكنا، “وجدت مريم حُبلى من الروح القدس” متى1/18.
في تلك الحقبة وحسب التقليد الشائع في حينه كانت الفتاة تخطب منذ الثانية عشرة من عمرها لكن العهد الجديد لا يذكر بأن مريم كانت فتية إلى هذا الحد.
عندما علم يوسف بحبل مريم فكّر بتخليتها (أي تركها)، ولكنه تلقى رسالة إلهية يُطلعه الله بواسطتها، أن هذا الحدث هو تمام نبوءة أشعيا: “ها إن العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعى اسمه عمانوئيل”متى1/23؛ أش7/14. ويطلب الله من يوسف أن يأخذ مريم، زوجة له، وأن يتبنى ابنها، ليكون من سلالة داود الملك.
في إنجيل متى ولوقا، لا يوجد أي شك، بأنة يسوع قد ولد من عذرا. والبتولية أو العذرية في التقليد الشعب اليهودي، هي رمز الأمانة والإخلاص، ولذلك عندما كان الشعب أميناً ومخلصاً لله، كانيرمز إليه بالعذراء ابنة صهيون.
لم يرد شيء واضح عن مريم. ففي أحد الأيام، أثير موضوع عائلة يسوع، بينما كان يحاور الكتبة: “ثم جاء إليه أمه وإخوته، ووقفوا خارجاً يطلبونه. وكانت الجموع تحيط به. فقالوا له: “إن أمك وغخوتك ينتظرونك خارجاً. فأجال نظره بين الحاضرين حوله، وقال لهم: “إن أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها” (مر3/31-35).
أمة الرب: بينما يركز متى على القديس يوسف في إنجيل ميلاد يسوع، يتوقف لوقا عند شخص مريم الصبية “التي نالت حظوة عند الرب” (لو1/28). والملاك جبرائيل سلّم على مريم معلناً لها أن “الله معها”ويعلمها أن الروح القدس سيحل عليها وستلد ابناً “يملك على سلالة يعقوب” (لو1/33). وهذا يشكل تمام الوعد الذي قطعه الله لداود.
وعلى عكس زكريا الذي شك بما قاله له الله، بواسطة الملاك الذي أعلن له أنّه سيصبح أباً ليوحنا المعمدان فإن مريم أجابت الله بخضوع تام قائلة “أنا أمة الرب“ ونشيدها: “تعظم نفسي الرب” (لو1/46-55)، الذي أطلقته عند زيارة نسيبتها أليصابات، وهو نشيد الظفر 46فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، 47وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي. 48فَإِنَّهُ نَظَرَ إِلَى تَوَاضُعِ أَمَتِهِ، وَهَا إِنَّ جَمِيعَ الأَجْيَالِ مِنَ الآنَ فَصَاعِداً سَوْفَ تُطَوِّبُنِي. 49فَإِنَّ الْقَدِيرَ قَدْ فَعَلَ بِي أُمُوراً عَظِيمَةً، قُدُّوسٌ اسْمُهُ،
نشيد مريم أصبح من الصلوات المفضلة لدى المسيحيين ومضمونه شدد إلتزامهم بالفقراء ونستنتج من خلال هذا النشيد أن مريم كانت فقيرة وأنها تمثل المهمشين والمهملين. والعهد الجديد يوحي بأن مريم لم تكن تملك إمكانات كبيرة لهذا قدمت عند تقدمتها يسوع للهيكل ماكان يقدمه الفقراء “أي فرخي حمام” لو 2/42.
لوقا يتكلم أكثر من سائر الإنجيليين عن العلاقات بين مريم ويسوع فهو الوحيد الذي يخبر عن القلق الذي سببه الطفل يسوع لأهله أثناء زيارته أورشليم، في عمر 12 سنة يابني لم فعل بنا هكذا؟ كنت وأباك في ضنكٍ نبحث عنك” لو2/48.
وعندما أخذت مريم يسوع إلى الهيكل للختانة قال لها سمعان الشيخ: “يكون هذا الطفل مدعاة لسقوط كثيرين، وقيام كثيرين ف إسرائيل. وأنت أيضاً سيجوز نفسك سيفٌ” لو2/34.
بهذه الكلمات النبوية أشار سمعان الشيخ إلى المعاناة التي ستعيشها مريم من جراء ما سيعاني ابنها من آلام وعذاب. لوقا يلاحظ وجود مرين، بين اللين كانوا ينتظرون مجيء الروح القدس، بعد الرب يسوع، وكانوا يواظبون على الصلاة (أعمال1/14).
إن الانتباه المميز الذي يوليه لوقا شخص مريم العذراء في إنجيله ساهم في خلق تقليد مفاده أن لوقا عاش بالقرب من العذراء في مدينة “أفسس”.
في إنجيل يوحنا لا تظهر العذراء سوى مرتين في بداية ونهاية رسالة يسوع أو حياته العلنية. فكانت
الدافع لإجتراح معجزته الأولى ف الجليل إبان عرس قانا في الوقت الذي “لم تأت ساعته بعد” (يو2/4)، وكانت أيضاً إلى جانب ابنها المنازع، تحت أقدام الصليب عندما قدمها يسوع أماً “للتلميذ الأحب” وفي الوقت عينه قدّم تلميذه إليها كابن لها _يو19/26-27). تشكل هذه اللحظة للبعض نقطة ولادة الكنيسة المسيحية، مع مريم كأم للكنيسة و“للتلميذ الأحب” يمثل كل الذين أحبهم يسوع.
إن التطورات التي تتالت والتي أدت إلى الإكرام المريمي دفعت الكنيسة على مر العصور إلى إعلان العقائد المريمية:
حافظت على الوعد رغم نبوءة سمعان البريئة من الخطيئة الاصلية رغم حريتها لم تخطئ.
بقلم الأب داني قريو السالزياني