القسم
سالزيانيات
سالزيانيات
الرئيس العام الأب فابيو أتارد
للسالزيان والشبيبة
متّحدون في الصلاة
ملتزمون من أجل السلام
أيها الإخوة والزملاء والزميلات الأعزاء في جماعاتنا التربوية الرعوية،
أيها الشباب الأحباء،
اسمحوا لي أن أشارككم هذه الرسالة النابعة من أعماق قلبي. أبعثها إليكم بكل المَحبَّة والتقدير والاحترام الذي أكنّه لكل واحد وواحدة منكم، وأنتم منخرطون في الرسالة التي تدعونا لأن نكون مربيين، ورعاة، ومُنشطين للشباب في مختلف القارات.
نحن جميعاً ندرك أن تربية الشباب تتطلب بشكل متزايد وجود أشخاص راشدين فاعلين وجودهم له معنى، أشخاصاً يتمتعون بقوام أخلاقي متين، قادرين على نقل الرجاء والرؤية لمستقبلهم.
وفيما نواصل جميعاً السير إلى جانب الشباب، نستقبلهم في بيوتنا وأديرتنا، ونقدّم لهم الفرص التربوية بكل أشكالها وأنواعها، في تعددية البيئات التي نعمل فيها، فإننا أيضاً واعون للتحديات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي نواجهها. وبجانب هذه التحديات التي هي جزء لا يتجزأ من كل مسار تربوي رعوي، لأنها دائماً ما تكون في حوار مستمر مع الواقع، نُدرك كذلك أنه نتيجةً لأوضاع الحروب والصراعات المسلحة في مناطق متعددة من العالم، أصبحت دعوتنا اليوم أكثر تعقيداً وصعوبة.
كل ذلك ينعكس على الالتزام الذي نحمله ونتحمّله. ومع ذلك، من المشجّع أن نرى أننا، بالرغم من الصعوبات التي تواجهنا، ما زلنا مصمّمين على عيش رسالتنا بقناعة راسخة.
في الأشهر الأخيرة، كانت رسالة البابا فرنسيس، والآن كلمات البابا لاوون الرابع عشر، تدعونا مراراً وتكراراً إلى أن نواجه هذه الأوضاع المؤلمة التي تبدو وكأنها دوامة تتوسع بشكل مخيف.
نعلم أن الحروب لا تجلب السلام أبداً. ونحن واعون، بل إن بعضنا يعيش هذا في الصفوف الأمامية، فإن كل نزاع مسلح، وكل حرب تحمل في طياتها المعاناة، والألم، وتُضاعف من أشكال الفقر كافة.
ونعلم جميعاً أن الذين يدفعون الثمن الأكبر في نهاية المطاف هم المهجّرون، وكبار السن، والأطفال، والشباب الذين يُسلب منهم الحاضر والمستقبل.
لهذا السبب، أيها الإخوة ويا شبابنا الأعزاء من جميع أنحاء العالم، أود أن أطلب منكم بكل ودّ أن تحتفل كل جماعة، بعيد الرئيس العام – وهو تقليد يعود إلى زمن دون بوسكو – بالقداس الإلهي من أجل السلام.
إنها دعوة إلى الصّلاة، تستقي معناها من ذبيحة المسيح، المصلوب والقائم من بين الأموات. صلاة تحمل في طياتها شهادة حيّة، حتى لا يبقى أحد غير مبالٍ أمام وضع عالمي تهزّه أعداد متزايدة من النزاعات.
إنه فعل تضامن مع جميع أولئك، وخاصة السالزيان، والعلمانيين، والشباب الذين، في هذه اللحظات الحرجة، يواصلون بشجاعة وتصميم رسالتهم السالسيّة وسط أوضاع مطبوعة بالحروب.
إنّ السالزيان، والعلمانيين، والشباب يطالبون ويقدّرون تضامن الجماعة السالزيانية كلها: تضامن إنسانيّ، وتضامن روحيّ، وتضامن كاريزميّ.
وأنا مع المجلس العام بأكمله، أبذل كل ما في وسعي كي أكون قريباً من الجميع على نحو ملموس، وأؤمن أن هذه اللحظة تستحق علامة واضحة من التقارب والتشجيع من قِبل العائلة السالسيّة بأسرها.
إلى إخوتنا وأخواتنا الأعزاء في ميانمار، وأوكرانيا، والشرق الأوسط، وإثيوبيا، وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ونيجيريا، وهايتي، وأمريكا الوسطى، نقول بصوت عالٍ: نحن معكم.
نشكركم على شهادتكم الحيّة.
نؤكّد لكم قربنا الإنسانيّ والروحيّ.
لنواصل الصلاة من أجل نعمة السلام.
لنواصل الصلاة من أجل إخواننا، والعلمانيين، والشباب الذين، وهم يعيشون في أوضاع بالغة الصعوبة، لا يزالون يؤمنون ويرجون ويصلّون كي يولد السلام.
إن مثالهم، وبذلهم لذواتهم، وانتماءهم لكاريزما دون بوسكو هو شهادة قوية لنا. هؤلاء، إلى جانب العديد من الأشخاص المكرّسين، والكهنة، والعلمانيين الملتزمين، هم شهداء العصر الحديث – شهود للتربية وللبشارة، الذين، رغم كل شيء، كالرعاة الحقيقيين وخدّام المحبّة الإنجيليّة، ما زالوا يحبّون، ويؤمنون، ويرجون بمستقبل أفضل.
كلّنا، ومن كلّ قلوبنا، نستجيب لهذه الدعوة إلى التضامن.
شكراً لكم.