أعطني النفوس وخذ الباقي.. الشّعار الذي عملَ فيه دون بوسكو طيلة حياته.
وهو الإيمان والرّجاء بخلاص نفوس تلك الشّبيبة.. الإيمان والرّجاء بأنّ السّماء والعيش بجوار الله في الفردوس هو الفرح الأبدي الذي أراد تقديمه لشبابه.. ونجد ذلك من خلال الكلمات الأخيرة التي قالها دون بوسكو وهو على فراش الموت: سنلتقي أخيراً في السماء…، أنتظركم في السماء…، السماء سوف تعوِّضنا عن شقاء الطريق… هذا هو الرجاء الأعظم الذي عاشه دون بوسكو في حياته وعلَّم شبابه أن يعيشوه..
فكي يكون فعل التربية ممكناً، يجب أن تتحقق ثلاثة شروط، وهي منسيّة نوعاً ما في المقاربات ذات التوجّه الأمني للتربية في مجتمعنا الحالي تجاه الشباب.
– الشرط الأوّل: الثقة في قابليّة الشاب للتربية.
– الشرط الثاني: هو قدرة المربّي على أن يضع نفسه في خطة مستقبليّة: فنُربي دائماً من أجل الغد.
– الشرط الثالث: هو القدرة على بناء علاقة مع الشاب. وتقودنا الروحانية المسيحية إلى أن نعيش الفعل التربوي في إطار الثلاثيّة التي تكوّن الإيمان المسيحي وهي: «الإيمان، والرجاء، والمحبّة».