الآلام جنون محبة الله لنا
رتبة درب صليب
رتبة درب صليب
الرُّتب والصلوات
سالزيان الشرق الأوسط
للجميع
أمّا يسوع فأطاع حتى الموت، موت الصليب…
إن ما يضاعف حب يسوع في قلوبنا، الغاية التي لأجلها اختار الألم كواسطة لخلاصنا، فبرهن لنا عن فرط محبته وجذب إليه قلوبنا: “ما من حب أعظم من هذا وهو أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبائه”. لذلك محبة المسيح تضطرنا أن لا نحيا بعد لأنفسنا، بل للذي مات وقام من أجلنا.
في بستان الزيتون:
ذهب المخلص عند اقتراب ساعة موته إلى بستان الزيتون وهناك بدأ درب صليبه، فاستسلم للخوف والضجر والحزن… حزن لرؤيته الموت المريع المعدّ له، مع كل ما سيرافقه من إهانات وعذابات، وخاف حتى صلّى قائلا: “يا أبتِ إن كان مستطاع فلتعبر عني هذه الكأس”… وقال أيضاً: “نفسي حزينة حتى الموت”.. وسبب حزنه قساوة قلوب البشر وخطاياهم. وتضايقت نفسه حتى عرق دما..
أخذ معه بطرس وابني زبدى، يعقوب ويوحنا، وطفق يرتاع ويكتئب. وقال لهم: “أقيموا ههنا واسهروا معي”. ثم انفصل عنهم نحو رمية حجر، وخر على ركبتيه، وسقط بوجهه على الأرض، وجعل يصلي قائلاً: “يا أبتاه! إن أمكن، فأجز عني هذه الكأس! ولكن لا تكن مشيئتي، بل مشيئتك أنت!”
وأما تلاميذه فكانوا قد استسلموا للنعاس. وإذ رجع إليهم، قال لهم: “هكذا، لم تقدروا أن تسهروا معي ساعة واحدة؟! إن الروح نشيط، أما الجسد فضعيف…”
لحظات من الصمت والصلاة الفردية
أهرب من الخطيئة وأكفّر عن الماضي، لأنني أُحزن يسوع بتهاوني وإهمالي.
صلاة جماعية:
كلّمني يا يسوع كما كلّمتَ تلاميذك.
كلّمني بصوتك الحميم الدافئ.
كلّمني أيها المعلم بسلّطتكَ العظمى، سُلطة الحكمة الأزلية.
قل لي ما تريدني أن أفعل وما تريدني أن أفكر.
أظهر لي ما أزعجَكَ في سلوكي الماضي، وما تتمنى أن يكونَ تصرّفي في المستقبل.
قل لي كيف يجب أن أحبك وألهمني ما يجب أن أقدّم لكَ.
تكّلم يا ربّ بإلحاح، واجعل كلمتكَ كخميرة في قلبي.
أبانا، السلام، والمجد على نية المهمّشين والمعزولين والمحزونين واليتامى وكل من ليس لهم سنَد في آلامهم ووحدتهم.
ترتيلة: قل كلمة
قل كلمة يا سيدي كلمة واحده تكفيني رداؤك يا سيدي لمسةٌ منه تشفيني
1- أنت الذي أشبعت جوع الفقراء أنت الذي رفعت كل الودعاء
أنت الذي توّجت كل الأنبياء توّجني بتاج ملكك
2- أنت الذي أشبعتَ جوع الفقراء أنت الذي رفعت كل الودعاء
أنت الذي كافأت قلب الرحماء توّجني بتاج ملكك
3- أنت الذي رسمت نجوم السماء أنت الذي أبدعت غيوم الشتاء
أنت الذي كلّلت الحقول بالبهاء كلّلني بتاج عرشك
4- أنت الذي رسمت نجوم السماء أنت الذي أبدعت غيوم الشتاء
أنت الذي رصّعت غروب المساء كلّلني بتاج عرشك
القبض على يسوع:
دنا يهوذا إلى يسوع وقبّله قائلاً: “سلام! يا معلم”؛ فصاح به يسوع: “أبقبلة تُسلّم ابن البشر؟”. ثم أردف قائلاً: “هي الآن ساعتكم! وهذا سلطان الظلمة!”
قبّل يهوذا يسوع قبلة الخيانة والغدر… فأخذوا يسوع وأوثقوه، ربطوا ربّ المجد بالحبال وكأنه لص… ربطه خلائقه وأحباؤه الذين لأجلهم يموت…
وأنتِ يا نفسي، أما قبّلته مرارا قبلة يوداصية، وبعتِهِ بشيء زهيد؟ أما تركتِه وهربتِ وحالفتِ من يسخر منه؟!
(صمت)
إنكار بطرس:
دنت جارية من تلك الجواري اللواتي كُنّ يُستخدَمْن عند اليهود من بطرس وقالت: “هذا أيضاً كان مع الناصري” فأنكر قائلاً: “يا امرأة! إني لا أعرفه، ولا أدري ما تقولين!”.
ثم تنحّى وخرج من الدار إلى الدهليز، فصادفته جارية أخرى، فصاحت بالخدم القائمين هناك: ” هذا ولا شك، واحد من أصحاب يسوع الناصري!”. في تلك اللحظة، صاح الديك. ولكن الذعر كان قد تملّكه وأنكر ثانية ودعم قوله بقسم..
ومضت ساعة.. فقال الحاضرون: ” في الحقيقة أنت أيضاً منهم! فإن لهجتك تدل عليك. فلما رأى التلميذ نفسه مطارداً من كل الجهات، قذف بنفسه في ظلمة الكذب وقال: “إني لا أعرف هذا الرجل، ولا أدري ما تقولون!”. “في تلك اللحظة، صاح الديك ثانية”… وأنتِ يا نفسي، كم مرة تنكرين سيدكِ وتنسين كل إحساناته؟
عندما انتهت الجلسة الليلية، اُسلم يسوع إلى أيدي الخدم وحراس الهيكل. فبصقوا في وجهه، وأوسعوه لطماً وكانوا يسألونه، هازئين: “تنبأ لنا، أيها المسيح، من الذي ضربك!”.
لحظات من الصمت والصلاة الفردية.
أريد أن أتأمل كل يوم بآلام يسوع كي أواجه آلامي بشجاعة وإيمان.
أبانا، السلام، والمجد على نية الخطأة والبعيدين عن وصية المحبة.
ترتيلة: في وقت ضعفي
1- في وقت ضعفي أراك تشفي من سقطتي وعند ضيقي تبقي صديقي وسلوتي
إلي تدنو إليك أرنو مسلماً
لست لذاتي وشهواتي بل ها حياتي ملكك يا رب إني لك أعني وخذ يدي بيدك
2- عند رجوعي تمسح دموعي وترث لي تشبع جوعي ربي يسوعي وتهديني
3- ربي أراك أراك دربي ونسمتي من كل قلبي أهديك حبي وبسمتي
الجلد:
سأله قيافا رئيس الكهنة قائلاً: “أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا: هل أنت المسيح المبارك؟”. أجاب يسوع وكان في قوله قضاء الموت: ” أنت قلت! وأيضاً أقول لكم: منذ الآن تبصرون ابن البشر جالساً عن يمين القدرة، وآتياً على سحاب السماء!”. عندئذ شق رئيس الكهنة ثيابه، وقال: ” لقد جدّف! فما حاجتنا بعد إلى شهود؟ فماذا ترون؟”. فأجابوا كلهم: ” إنه يستوجب الموت!”
وساقوه إلى بيلاطس فسألهم: “أية شكوى توردون على هذا الرجل؟”. فراوغوا قائلين: ” لم لو يكن فاعل سوء، لما أسلمناه إليك!” فقال لهم: “خذوه أنتم واحكموا في أمره، بحسب ناموسكم!” فأجابه الجمع: “لا يباح لنا أن نقتل أحداً في العيد!” فازداد بيلاطس حيرة: “أي شر عساه فعل؟” قالوا: “لقد وجدنا هذا الرجل يثير أمّتنا، ويمنع من أداء الجزية لقيصر، ويدّعي أنه المسيح الملك!”.
أمر بيلاطس بجلد يسوع لعله بذلك يخلصه من اليهود. فخاف اليهود من أن يفلت من بين أيديهم، فرَشوا الجنود ليميتوه تحت الضرب، لذلك كان الجلد مميتا!
احتمل يسوع الجلد كفّارة عن خطايانا وخصوصاً عن تلك التي نرتكبها بالجسد. نحن نهرب من أدنى انزعاج أو إماتة، ويسوع يُجلد بضراوة. نحن نرفّه أجسادنا، ويسوع يُهشّم بالمجالد! نحن نستسلم إلى ميول الجسد، ويسوع يتألم ويسفك دماءه تحت ضربات السياط!
لحظات من الصمت والصلاة الفردية
أقصد أن أقوم بإماتات جسدية، من صوم، وتقشف، وحشمة في النظر، وقناعة في المأكل والمشرب.
صلاة جماعية:
أيها المخلّص والمتألم من أجلي، أزِل مني كل ما يشدّني إلى عالم الخطيئة.
أزِل منّي كبريائي، واخلق فِيّ قلباً متواضعاً وديعاً يطيبُ له أن ينحني ويمّحي.
أزل أنانيّتي التي تحسب كلّ شيء لصالحها واجعلني سخياً متناسياً ذاتي، سعيداً في أن أعطي دون حساب.
أزل كسلي الذي يدفعني إلى الراحة والرفاهية، واجعلني نشيطاً معطاءً.
ومن ضعيف مَيّال إلى اتباع الشهوات، اجعلني قوياً، سيّد نفسي، أميناً لحضوركَ في حياتي.
اجعلني أنتصر على الحقد والضغينة بحبّ يعلو على كل كراهية، ويسامح كل إهانة.
حرّرني من الرياء والكذب وألهمني صدقاً مطلقاً وصراحة صافية.
اجعل مني إنساناً جديداً شبيهاً بك.
أبانا، السلام، والمجد على نية السجناء خاصة من يعانون منهم الظلم والضغط النفسي والجسدي.
ترتيلة: يدك المثقوبة
يدك المثقوبة ربي تسبيني تُشعل فيّ أشواقي وحنيني
وتذكّرني بأنك في يوم من أجلى قاسيت لكيلا تشقيني
وخلاصي من الموت لسبب أنك ضحيت كي ما تنجيني
لم يُثنك موتٌ أو ألمٌ كنتَ مشغولاً بأنيني لم يرهبك هول العار مجروحٌ حتى تشفيني
لم يرضك أن أبقى حزيناً أحببتني ربي قبل التكوين
أتبعك ربّي ومسيحي أنت معتقدي وديني أعشقك أنت ويديك في كفّك ربّي خبيني
إكليل الشوك:
بعد أن أنجز الجلادون مهمتهم، ” اقتاد الجند يسوع إلى دار الولاية. ونزعوا عنه ثيابه وألبسوه رداء قرمزياً، ثم ضفروا إكليلاً من الشوك ووضعوه على رأسه، ووضعوا قصبة في يمينه، وجثوا قدامه، وهزأوا به قائلين: “سلام، يا ملك اليهود!”. وبصقوا عليه وأخذوا القصبة، وضربوا بها رأسه. غاص الإكليل في رأسه حتى الجمجمة، وكانت الأشواك تؤلمه عند كل حركة.
استمرت المهزلة وقتاً غير يسير. وظهر بيلاطس ثانية، فإذا به أمام المسيح كما تركه الجند، مكللاً بالشوك، مُوشحاً بثوب أرجواني، مُشوهاً. ودنا الروماني إلى الشعب مكرراً: “إني لا أجد على هذا الرجل علّة!”، ثم تقدّم بيسوع إلى الشعب، مجرباً خطته، وصاح بهم قائلاً: “هو ذا الرجل!”
خاب أمل الوالي. ” فإن رؤساء الكهنة والجمع، إذ أبصروا يسوع، صرخوا قائلين: اصلبه! اصلبه!”؛ فقال لهم بيلاطس: “خذوه أنتم واصلبوه، فإني أنا لا أجد عليه علّة!”
ثمّ ما لبث أن انصاع لضغط الجماهير، ولكنه أراد أن يعلّمهم أنه لم يكن ليحمل مسؤولية ذاك القرار. “فأخذ ماء، وغسل يديه على مشهد من الجمع”. وصاح قائلاً: ” أنا بريء من دم هذا الصديق!”.
لحظات من الصمت والصلاة الفردية
أسهر على أفكاري طارداً كل فكر كبرياء أو دنس إكراما لتكليل يسوع بالشوك.
لأجل خطايانا وخطايا أهلنا وأصدقائنا لنردد بعد كل طلبة: “رحماك يا يسوع المصلوب”
أبانا، السلام، والمجد على نية المتألمين في جميع ظروف الحياة الصعبة.
ترتيلة: ع جبينك الإكليل
ع جبينك الإكليل جرحي مقابيلك كل ما بعيني تميل
بيوجعني إكليلك مصلوب ما بخليك.. بوحدتك مصلوب
بندر القوة فيك وبنور حبك دوب
اقرا عذابك شوف شو سر آلامي تقلي عينيك طيوف
بكرا الدني قيامة وقدام حبك ضيع
بدك جبيني طلوع خلي العشر صابيع صوبك صلاة وشموع..
طريق الفداء:
خاف بيلاطس على وظيفته فحكم على يسوع بالموت، مع أنه أعلن براءته مراراً، “أما يسوع فأطاع حتى الموت، موت الصليب” وخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع المسمّى الجلجلة.
أنتِ يا نفسي، رافقيه وتأمليه وانظريه مكللاً مجلوداً، حاملاً صليبه على كتفيه…
يسوع الصاعد إلى الجلجلة يدعونا لنتبعه، ها إن قائدنا ماضٍ أمامنا في طريق الصليب، طريق السماء.. لنقبل الصلبان والامتحانات والإهانات بصبر وتسليم وفرح. لنتبعه حتى الموت…
لحظات من الصمت والصلاة الفردية
أريد أن أحتمل بصبر الصلبان المرسلة إليّ من الله أو بواسطة الناس.
صلاة جماعية:
ازرع في قلبي صليبك يا يسوع. إنكَ تضعه فيّ لا آلة تعذيب بل هِبَة محبة.
ألهمني الاستعدادات العميقة التي أعطت القيمة لآلامكَ: خضوعي لمشيئة الآب والشجاعة للتألم رغبة في خلاص نفسي وخلاص إخوتي البشر.
اجعلني أرى وأتعرّف إلى سرّ فدائك العظيم الذي يستمرّ في الزمان، وساعدني كي أشاركك في تقدمة ذاتي من أجل حياة نفوس كثيرة.
أبانا، السلام والمجد على نية المرضى والعجزة.
ترتيلة: “خلني قرب الصليب
1- خلني قرب الصليب حيث سال المجرى إذ دم الفادي الحبيب داء نفسي يُبرا
في الصليب في الصليب راحتي بل فخري في حياتي وكذا بعد دفن القبر
2- قد محا عند الصليب دم الرب اثمي وعن القلب الكئيب زال كل الهم
3- قد رأينا في الصليب قوة الرحمان اذ بدا أمر عجيب فدية الجاني
4- من قضى فوق الصليب ذاك كل القصد ستراه عن قريب آتيا بمجد
صلب يسوع:
ها هو يسوع يعرّونه من ثيابه، وهو كالحمل الوديع يبسط يديه ورجليه لتُسمّر على الصليب.
وها هم يشتمونه ويهزئون به: “إذا كنت ابن الله فانزل عن الصليب”، “خلَّص آخرين ولم يقدر أن يخلّص نفسه”.
إنه هنا إله الجلجلة، المعلّق بين الأرض والسماء، يتنهد وينازع!… فاصعدي إليه يا نفسي، واقتربي من هذا الجبل الدامي، كموسى من العُلّيقة، اخلعي عنك أثقال الحواس، واقرأي في جراحه قصة معاصيك ومراحمه الإلهية!…
تأملي يا نفسي ما أقسى استشهاد يسوع على الصليب… تركه الجميع، حتى الذين أجلسهم على مائدته وأشبعهم من خمرة حبه.
“أتيت يا أبتاه، إلى من أرسلتني، فلم يقبلوني.. وشئت أن أرفعهم إليك فرفعوني على الصليب، وشئت أن أفتح لهم ملكوتك، ففتحوا عليّ ألسنتهم… يا إلهي! لتكن مشيئتك لا مشيئتي! أسألك أن تخلّص كل من أمنتني عليهم ليكونوا واحدا فيّ كما أنا وأنت واحد… ”
يسوع إن صراخك الأليم يتردد عبر الأجيال ويلج إلى أعماق النفوس، إنك تتفجع لموت الكافر بعيداً عنك، وما أكثر العائشين في الظلمات، لا إيمان ولا رجاء.. أذكرهم جميعاً ولا تتركهم، أسألك لأجل فاقدي الإيمان، لأجل مفسدي التعليم وناشري الظلام، لأجل مضطهدي كنيستك، لأجل لاعني صليبك ومذبحك، أجذبهم جميعا إليك، وأغفر لهم بحق رحمتك ومحبتك.
“يا أبت بين يديك أستودع روحي”، ثمّ أحنى رأسه وأسلم الروح.
تقدمي يا نفسي نحو هذا الصليب وعانقي أقدام فاديك وافتكري أنه إنما مات من أجلك.
لحظات من الصمت والصلاة الفردية
أسجد للمصلوب مكرساً له ذاتي قاصداً أن لا أحيا فيما بعد إلا لأجله.
صلاة جماعية:
يا جسد المسيح المتألم قوّني!
يا دمَ المخلّص السخيّ أسكرني!
يا نظر المسيح الصامت املأني!
يا ذراعَي المسيح المبسوطتين إحمياني!
يا جنب المسيح المفتوح اقبلني!
يا قلب المسيح المطعون امتلكني!
أبانا، السلام والمجد على نية المصلوبين في عالمنا اليوم وكي يحلّ سلام المسيح في العالم أجمع.
آلام أم الفادي:
هي مريم على الجلجلة.. عيونها مسمّرة في المنازع الإلهي، مريم هي التي أحاطتها الملائكة فيما مضى، وغنّت لابنها المضّجع في حضنها: ما كان أسعد أيام بيت لحم! ثلاثون سنة في الناصرة مرّت كالحلم. كم طوّق عنقها بيديه، هو نفسه الذي نراه مخضّباً بدم الخلاص، ابن مريم.
ها هو قبل موته يناجيها بانعطاف ويُعلن لها وصيته الأخيرة: “يا امرأة، هذا هو ابنك”. “وأنت يا يوحنّا، يا صديقي الأمين، هذه هي أمك، أحببها عني، عزِّها واحتضنها كأمك”.
وأنت يا نفوس، اعلمي بأن مريم أمي هي أيضاً أمك… ومن يوم موتي على الصليب، أصبحنا إخوة إلى الأبد…
صلاة جماعية:
يا عذراء الجلجلة، في الساعة الأكثر ألماً في حياتِكِ، قد اقتبلتِ بحبّ لا حدّ له ابنك المُنزل عن الصليب.
أنتِ التي تأمّلتِ بحرارةٍ جارحةٍ وجه يسوع الدامي الفاقد النسمة، هبينا أن نشترك في مشاهدة وجهه المنتصر، المرسوم أبداً في القربان الإلهي بسِمات الآلام.
أنتِ التي مزجتِ تقدمة ذاتك بتقدمة المصلوب، ساعدينا على أن نكون متحدين بتقدمة ابنك السامية كي نزرع معه ومعكِ ملكوت المحبة.
يا يسوع إن قلب أمك هو مذبحك المختار، فاسمح لنا أن نقدّم عليه أفعال شكرنا العلنية، تعويضاً عن نكران البشر لجميلك. فمع أمك الحنونة نشكركَ يا يسوع.
لنردد بعد كل طلبة: “نشكرك يا يسوع”
أبانا، السلام والمجد من أجل نوايانا الخاصة.
البركة بالصليب:
نعمة ربّنا يسوع المسيح تكونُ معكم دائماً وذكرُ آلامه المقدسة يستقرُّ في قلوبكم، ورسمُ صليبِه الطاهر ينجّيكم من أعدائكم، باسم الآب والابن والروح القدس.
آمين.
ترتيلة: لغيرك لن أكون
يا مَن أحيانا بموتِهِ وأطاعَ حتّى الموت أقسَمتُ على وفائِكَ لغيرِكَ لن أكون
1- يا مَن كنتَ إنساناً عاشَ حياتاً مثلي ملَّت نفسي الأحزانَ واليأسُ زادَ حِملي
أنتَ ربّي حياتي فيكَ ألقى نجاتي أُقسِم حتّى مماتي لغيرِكَ لن أكون
2- يا عالِماً بحالي أنتَ دوماً عزائي وعليكَ اتَّكالي أنتَ كلُّ رجائي
ربّي أُمحُ آثامي واشفِ كلَّ آلامي أُقسِم أنَّ أيّامي لغيرِكَ لن تكون