المقصود بالروحانية السالزيانية هنا تلك التي تستند إلى القديس يوحنا بوسكو (1815- 1888) وتهدف إلى تقديس أتباعها من خلال حياة ترتكز على الفضائل الإنسانية والإلهية المعاشة بنمط خاص.
هو النمط السالزياني الذي محوره المحبّة الرعويّة. وهي محبة يسوع الراعي الصالح، المتدفقة من قلب دون بوسكو وتلاميذه لصالح الشبيبة والفقراء. إنها محبّة تتجسّد في البذل الكامل للرسالة، المعا بالفرح والعطاء. بالتعاطف والمودّة، بالتجرّد والأمانة، وبالثقة البنويّة بمريم أم المعونة.
أما الوسيلة العميلة لعيش هذه الروحانية فهي تطبيق الأسلوب الوقائي، أي أسلوب دون بوسكو التربوي، وعيشه كخبرة روحية وتربوية معاً.
يتمركز هذا الأسلوب في العقل والدين والمودّة. “إن دون بوسكو هو مبتكر مدرسة روحانية رسولية جديدة وجذابة” (رسالة يوحنا بولس الثاني “أبو الشباب” رقم 5):
- روحانية الشبيبة: دون بوسكو عرف كيف يعيش ويساعد الشباب على عيش الإنجيل.
- روحانية العيش في حضور الله من خلال الحيا اليومية: الاتحاد بالله وقت اللعب وأثناء العمل والدراسة والقيام بالواجبات اليومية.
- روحانية الفرح والتفاؤل: من الكلمات المأثورة لدى دون بوسكو “قداستنا تكمن بأن نكون دائماً فرحين.
- روحانية الصداقة مع يسوع: نتكلم معه في الصلاة، ونجده في القربان المقدس وفي الكلة وفي خدمة القريب.
- روحانية الشركة الكنسيّة: المعاشة في المجموعات وخاصة في الجماعة التربوية، حيث تجمع الشباب والمربين في بيئة عائلية حول مشروع تربوي شامل للشباب.
- روحانية الخدمة: لخّص دون بوسكو هذه الروحانية في قوله إن أسلوبه يهدف إلى جعل الشباب مواطنين صالحين ومسيحين حقيقين.
- روحانية مريمية: مريم العذراء هي مثال الإصغاء والأمانة والطهارة وبذل الذات والخدمة، إنها أم المعونة في لحظات الصعوبات وتجارب الحياة.
“يكفي أنّكم شبيبة لكي أحبكم كثيراً” دون بوسكو كسب القلوب لأنه أحبّ الشباب.
“التربية تستخدم لغة القلب” كان يقول، ومفتاح القلب لدى الله.