الله وأنت
الحب اللامحدود
الحب اللامحدود
مواضيع في التعليم المسيحي
سالزيان الشرق الأوسط
للجميع
“لا شيء يفصلنا عن محبة الله.”
(رومة 8: 39)
إن لم ندخل بعلاقة حميمة مع الله، من خلال كلمته يسوع، لن نستطيع أن نحبه ونفسح المجال أمامه ليدخل في صميم حياتنا فنعيش كما لو كان هو يعيش فينا. إن الله الذي تجلى لنا بابنه الوحيد يطلب منا أن نحب بعضنا ونحبه كما هو أحبنا.
من عاصر يسوع رأى به شخص كسائر الناس، يلبس مثلهم ويأكل ويشرب ويتعب ويرتاح… إنه إنسان حقاً!
ولكنه ليس مجرد إنسان. فهو قال عن نفسه أنا الطريق والحق والحياة. أنا والآب واحد… إنه يعمل أشياء لا يعملها إنسان! يُحيي الموتى، يشفي المرضى… إن الله وحده هو رب الحياة والموت. الله وحده يعمل ما يعمله هو. إنه يغفر الخطايا. ومن يغفر الخطايا سوى الله؟
لا نستطيع أن نتعامل مع الله بعد تجسده كإله بعيد عنا، كإله يعيش في الأعالي، هو نفسه اختار أن يكون بالقرب منا، اختار أن يعيش بيننا، لا بل إنه اختار أن يعيش فينا، اختار أن يقيم علاقة حميمة مع كل شخص منا. إنه الإنسان الحق والإله الحق!
ما هي علاقتك مع الله:
تغيرت حياة رائد الفضاء “جيم أروين” تغييراً جذرياً بعد رحلته إلى القمر على سفينة الفضاء “أبّوللو 15”.
كتب أروين في كتابه “كيف تقهر الليل؟”: “كنت أتمنى أن أكون كاتباً أو شاعراً لأستطيع أن أعبّر بصدق عن مشاعري في هذه الرحلة… لقد كانت لي تأملاً وإرشاداً إلهياً هزّ كياني، وأدى إلى تعميق كل معتقداتي الدينية وتقويتها. نعم، لقد خرجت من هذه الرحلة بإيمان جديد عميق قوي … فهناك على سطح القمر وضحت لي صورة قدرة الله وابنه الوحيد يسوع المسيح وضوحاً جلياً”.
ربي وإلهي، ساعدني بنعمتك على أن أكتشف عمق معرفتك ومحبتك لي. آمين.
“التمست الرب فأجابني ومن جميع أهوالي أنقذني.” (مزمور 34: 5)
كما أنك تحتاج إلى مجهر لرؤية الذرات المتناثرة في الهواء، كذلك أنت بحاجة إلى الصلاة كي تدخل في علاقة مع الله وتبصر علم الإيمان الغير منظور.
“لأني أنا الرب إلهك آخذ بيمينك قائلاً لك: لا تخف فأنا أنصرك.” (أشعيا 41: 13)
“(لا شيء) يفصلنا عن محبة الله.” (رومة 8: 39)
في أحد مقاطع تسبحة قديمة وصف لمحبة الله بهذه الكلمات الجميلة:
«محبة الله أعظم من أن يتحدث عنها لسان.
محبة الله أعظم من أن يكتب عنها قلم.
محبة الله تذهب إلى ما وراء أعلى النجوم».
وفي قصيدة أخرى يقال:
«لو استطعنا أن نصنع بعرض السماوات رقّاً لنكتب عليه،
ولو جعلنا من كل ساق نبات على الأرض ريشة للكتابة،
ولو تحول كل إنسان على وجه الأرض إلى كاتب،
وذلك كله لكي نكتب عظمة حب الله العليّ العظيم،
لما كفى المحيط ولا الرقّ ولا النبات ولا كل البشر لأن يصفوا هذا الحب اللامحدود».
“وها أنا معك أحفظك حيثما اتجهت.” (تكوين 28: 15)
“عرفت جلوسي وقيامي.” (مزمور 139: 2)
“إذا أحبني أحد حفظ كلامي فأحبه أبي ونأتي إليه فنجعل لنا عنده مقاماً.” (يوحنا 14: 23)
كانت طفلة صغيرة تقف مع جدها أمام بئر ماء مفتوح من الطراز القديم. وإن شرع الجد في إنزال دلو ليسحب بعض الماء فيشربه حتى سألته الطفلة الصغيرة: “جدي أين يعش الله؟”
وهنا حمل الرجل العجوز الطفلة بين يديه ورفعها فوق فوهة البئر، وقال لها: “انظري إلى الماء وأخبريني ماذا ترين؟” فأجابته الطفلة: “إنني أرى نفسي.” فقال لها جدها العجوز: “هذا هو المكان الذي يعيش فيه الله. إنه يسكن في داخلك.”
نعم لقد كان الجد على حق. فقد قال يسوع لتلاميذه قبل موته على الصليب: “لن أدعكم يتامى، فإني سأرج إليكم… وفي ذلك اليوم تعرفون أني في أبي وأنكم فيّ وأني فيكم.” (يوحنا 14: 18 و20)
وقد كتب القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنتس: “أما تعلمون أنكم هيكل الله وأن روح الله حال فيكم.” (1كو3:16)
محبتنا لله يجب أن تنبع من معرفتنا وتعمقنا بكلمته يسوع المتجسد.