اليوم الأول
دون بوسكو الوديع
«كُن وديعاً»
دون بوسكو الوديع
«كُن وديعاً»
الرتب والصلوات
الأب السالسي طوني زغندي واللجنة الإعلامية
للجميع
ترنيمة البداية
تحية الافتتاح:
ك. نِعمَةُ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، ومَحَبَّةُ الله الآب، وشَرِكَةُ الرُّوحِ القُدُسِ، مَعَكُم جَميعاً.
ج. ومعَ روحِكَ أيضاً.
قراءة سالزيانية – حلم التسع سنوات (مذكرات الأوراتوريو)
ليس بالضرب بل بالوداعة والمحبة
كتب دون بوسكو في مذكرات المركز الأورتوريو:
“حلمتُ وأنا في سِنّ التاسعة حلماً ظلًّ راسخاً في أعماق نفسي طوال حياتي. بدا لي في هذا الحلم أني بالقرب من دارنا، في ساحة كبيرة جداً تجمع فيها حشد من الصبيان يلعبون. وكان بعضهم يضحك وكثير منهم يكفرون، فلما سمعت ذلك الكفر ألقيت بنفسي لوقتي بينهم، مستعملا قبضتي وصوتي لأسكتهم.
فظهر عند ذاك رجل وقور عليه ثياب فاخرة. كان وجهه نيّراً جداً حتى إنه لا يقوى المرء على أن يحدّق إليه. فناداني باسمي وقال لي:
فشعرت بالحياء والخوف، وأجبتُ أني طفل مسكين جاهل. فكفّ الصبيان عن ضرب بعضهم بعضاً وعن الصياح وتجمعوا حول الذي كان يتكلم، فسألتُ كأني لا اعلم ما أقول:
ورأيت لوقتي بجانبه سيدة جليلة المنظر عليها رداء يسطع كالشمس، فدنت منّي و أنا في خجل شديد، وأشارت لي بأن أتقدم، وأخذت بيدي بلطف وقالت: انظُر!
فنظرت فرأيت أن الصبيان قد تواروا جميعاً ورأيت مكانهم حشداً من الجداء والكلاب والهررة والدببة وكثيراً من سائر الحيوانات.
فأدرتُ عيني فظهر مكانَ الوحوش عدد مماثل من الحملان الوديعة تقفز وتجري وتَثغو حول ذلك الرجل وتلك المرأة كأنّها تريد أن تكرّمها.
حينئذ أخذت، وأنا لا أزال أحلم، أبكي وأسأل تلك السيدة أن ترتضي شرح أمرها على وجه أوضح لأني لا أفهم معنى ذلك كلّه.
فوضَعت يدها على رأسي وقالت:
وما قالت ذلك حتى حدثت ضجة أيقظتني. لقد توارى كل شيء فكنت مبهوتاً وخُيِّل إليّ أن يدي تؤلمني بسبب اللكمات التي وزعتها، وأن وجهي يحترق من الألم بسبب اللطمات التي تلقّيتها من أولئك الصبية.
رَويتُ في الصباح الحلم لإخوتي أولاً فأخذوا يسخرون مني، ثم رويته لوالدتي وجدّتي فكان كل منهم يأتي بتعبيره. قال أخي يوسف: “ستُصبح راعياً”.
وارتأى أنطون بخبث: “ستصبح رئيس عصابة لصوص”. وقالت والدتي: “من يدري؟ قد تصبح كاهناً”. وجزمت الجَدّة جزماً قاطعاً فقالت: “يجب ترك الأحلام وشأنها”.
كنت أرى رأي الجَدّة، ومع ذلك لم أستطع قطّ أن أزيل كلّ ذلك من خاطري.
أثّر ذلك الحلم تأثيراً عميقاً عليّ في جميع الأعوام التي تبعته، وقد فهمت ماما مرغريتا (وفهم يوحنا أيضاً بسرعة) أن في ذلك الحلم وحياً للمستقبل.
المزمور ١٩٣
الردّة: يا الرَبّ أَحمَدُكَ لِأَنَّكَ كُنتَ لي مُبدِعا
١. يا رَبُّ، ٱختَبَرتَني وَأَنتَ بي عَليم
إِنَّكَ عَرَفتَ قِيامي وَقُعودي
وَأَنتَ لِأَفكاري مِن بَعيدٍ فَهيم
وَإِنَّكَ مُطَّلِعٌ عَلى حَرَكَتي وَرُكودي
وَلَقَد تَبَيَّنتَ جَميعَ سُبُلي
٢. إِنَّكَ صَوَّرتَ كُليَتَيَّ
وَنَسَجتَني عِندَما كُنتُ جَنينا
أَحمَدُكَ لِأَنَّكَ كُنتَ لي مُبدِعا
وَلِأَنَّكَ خَلَقتَني عَجيبًا رائِعا
٣. عَجيبَةٌ أَعمالُكَ
وَقَد عَرَفَت نَفسي ذاكَ يَقينا
وَما كانَ عَظمي عَنكَ مُستَتِرا
عِندَما خُلِقتُ سِرّا
وَطُرِّزتُ في أَعماقِ ٱلثَّرى
قراءة من الإنجيل المقدس متى ١١/٢٥-٣٠
يسوع تواضع واتَّخِذ صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان. (فيلبي ٢/٧)
في ذلكَ الزمان تكلَّمَ يسوعُ فقال: “أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَواتِ والأَرض، على أَنَّكَ أَخفَيتَ هذه الأَشياءَ على الحُكَماءِ والأَذكِياء، وكَشفتَها لِلصِّغار. نَعَم يا أَبَتِ، هذا ما كانَ رِضاك. قد سَلَّمَني أَبي كُلَّ شَيء، فما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ الابنَ إِلاَّ الآب، ولا مِن أَحدٍ يَعرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْن ومَن شاءَ الابنُ أَن يَكشِفَه لَه. تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم. اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم، لأَنَّ نِيري لَطيفٌ وحِملي خَفيف”.
كلام الرب
قارئ أول: ساعدنا يا رب كي يتحقق حلمك فينا كما حققته في دون بوسكو.
قارئ ثاني: يا رب أنت تعرفُنا أكثر من معرفتنا لأنفسنا، أرشدنا لنحقق رسالتنا ونقبل عملك فينا وبنا.
قارئ ثالث: علمنا يا رب أن نتمسك بفضيلة الوداعة في كلامنا وسلوكنا ونأخذ منك القوة لنخدمك ونخدم جميع البشر.
كلمة روحية: عن الوداعة
يوحنا بوسكو ابن التسع سنوات يحلم حلم للمستقبل، ويظهر جلياً دور العذراء مريم التي قدمها له يسوع الوديع، تطلب منه أن يكون هو أيضاً وديعاً ولطيفاً مع الأولاد، إنها البداية.
دون بوسكو الفلاح المتواضع البسيط، عاش حياته فقيراً، علّمته ماما مارغريتا حياة البساطة. وعلى الرغم من الفقر كانوا أغنياء بقيمهم وصلاتهم وعملهم. وهكذا نشأت دعوته: ويمكننا القول أنّ “الدعوة مع الله هي دعوة وداعة” (كتاب رئيس الدير ٢٠٢١ \ صفحة ٤٩).
هذا ما حاول دون بوسكو أن يعلّمنا إياه. الوداعة التي تظهر في حياته الكهنوتية، كاهن وديع في الشارع وفي الكنيسة وعلى المسرح وبين الأولاد، لذلك اختار القديس فرنسيس السالسي مثالاً له في الوداعة واللطف وشفيعاً للرهبنة.
يا رَبّ …
ساعدنا أن نقتدي بك وعلى مثال القديسين فرنسيس السالسي ويوحنّا بوسكو في حياتنا ولا سيما بالوداعة واللطف.
ساعدنا أن نوصل كلمتك للأولاد بطريقة وديعة وبحسب قلبك.
ساعدنا أن تكون تصرفاتنا لائقة بالدعوة التي ننادي بها.
أرشدنا نحن – السالزيان والمتطوعين والسالزيان المعاونين والخريجين والأهالي والشبيبة والأطفال ومحبي دون بوسكو – على أن نحيا بكل فرح وأن نحملك إلى كل من يلتقي بنا بكل بساطة.
سامحنا لابتعادنا عنك، وأرشدنا لنختار النور ونبتعد عن الظلام.
آمين.
الصلاة الربّية
صلاة الختام
اللهمَّ، مُحِبَّ الصِغار، يا مَنْ أَضْرَمْتَ في قَلْبِ القديس يوحنا بوسكو نارَ مَحَبَّتِكَ، وأَقَمْتَهُ أباً للشَبيبة ومُعَلِّماً † أَشْعِلْ في نُفوسِنا تلْكَ المَحَبَّة * فَنَبْحَثَ عن النفوس غيْرَ مُبْتَغين سِوى وَجْهِكَ الكريم. برَبِّنا يسوع المسيح ابنك الإله الحيّ المالك مَعَكَ ومع الروحِ القُدُس † الى دهر الدهور.