الفقرة 6
إنّ عائلة دون بوسكو، تعتمد في تقوية روحانيتها على شخصية مواهبية أصيلة ومميزة، حيث تغذي الكنيسة بأكملها بأسلوب الحياة المسيحية ولكن بقداستها الخاصة
حيث يبرهن على ذلك العديد من الرهبان السالزيان وبنات مريم أم المعونة الذين أُعلنوا قديسين أو الذين يسيرون على طريق التطويب والتقديس
الفقرة 23
لهذا خاطب الله قلب الأب الرؤوف دون بوسكو، والذي اتخذ من صلاة: “أعطني النفوس وخذ الباقي” شعار للعمل من أجل كل الأشخاص
كان دون بوسكو يكرر دائماً: “أهم الأفعال الإلهية هي التعاون مع الله من أجل خلاص النفوس، وهي الطريق الوحيد لبلوغ قمة القداسة”
الفقرة 26
تعتبر تلك الروحانية الموروثة من دون بوسكو من الروحانيات المميزة والبارزة في الكنيسة
إنها روحانية تعبر عن الشركة الكنسية وتغذيها وتساعد في بناء المجتمع المسيحي من خلال تكوين علاقات أخوية تعاونية
إنها روحانية تربوية تهدف إلى مساعدة الشباب والفقراء على الشعور بالراحة ضمن حياة الكنيسة لا بل مشاركين وفاعلين في رسالتها
إنها روحانية تغني الكنيسة بأكملها من خلال عطية القداسة للكثير من بناتها وأبنائها
القديس يوحنا بوسكو
ولد يوحنّا بوسكو في كاستلنوفو – آستي في 16 آب / أغسطس 1815 من عائلة مزارعين، تركه والده يتيماً عندما كان يبلغ من العمر عامين فقط، حيث وجدت والدته، مارغريتّا أوكينا نفسها وحيدة لتربي أنطونيو، جوزيبّه ويوحنا ولأنّ ماما مارغريتا كانت تتمتع بحزم مقترن بالعذوبة و إيمانٍ لا حد له تمكنت هذه المربية الحكيمة، من تحويل أسرتها إلى كنيسة عائلية.
بدأ يوحنا يشعر منذ صغره برغبة في أن يصبح كاهناً، و قد روى أنه رأى في سن التاسعة حلماً كشف له دعوته، نذ أن كان صغيراً، أخذ يوحنا يجذب أصدقاءه بألعاب خفةٍ تعلمها بالتدريب الجاد، و بالتناوب ما بين الصلاة و العمل
بدأ يوحنا دراسته اللاهوتية واستمر يوحنا بالدراسة إلى أن اضطُر لترك منزله بسبب معارضة أخيه أنطونيو الراغب في أن يعمل يوحنا في الحقول و يتوقف عن الدراسة، و لما أصبح يوحنا تلميذاً في معهد اللاهوت أنشأ أخوية الفرح، في شهر حزيران من عام 1841 ارتسم يوحنا كاهناً، و قد نصحه مرشده الروحي الأب كافاسو بإكمال تعليمه في المدرسة الكنسية الداخلية
و في هذه الأثناء، جمع دون بوسكو حوله أول الصبية و نظّم أوراتوريو كان في بادئ الأمر مؤقتاً ثم تحول إلى دائم، في فالدوكّو – تورينو
ومن الصبية الأوائل خرج أيضاً المساعدون الأوائل و هكذا تطور المنهج التربوي المشهور و المسمى الأسلوب التربوي الوقائي ومع الوقت، أصبح هؤلاء المساعدون، و بمساعدة من البابا بيوس التاسع، الرهبنة التي تهدف لخلاص نفوس الشبيبة، فتحارب كل أنواع الفقر متخذة شعار أعطني النفوس، و خذ الباقي
و في عام 1859 رأت جمعية القديس فرنسيس السالسي النور، و هي رهبنة الآباء السالزيان و بمساعدة القديسة ماريّا دومينكا مازاريلّو، أنشأ دون بوسكو، جمعية بنات مريم أم المعونة، و بعون من المحسنين و العلمانيين الملتزمين بث الحياة في جمعية السالزيان المعاونين.
توفي دون بوسكو و قد أثقل كاهله التعب عن عمر يناهز 72 عاماً في 31 كانون الثاني 1888
اليوم يوجد السالزيان في 133 بلد، وقام البابا بيوس التاسع، الذي عرفه شخصياً، بإعلانه طوباوياً عام 1929 و من ثم قديساً ي عيد الفصح في1 نيسان عام 1934
القديسان لويجي و كاليستو
ولد لويجي فيرسيليا في بافيا – إيطاليا عام 1873 وفي سن الثانية عشرة استقبله دون بوسكو بين أبنائه و قد سحره هذا الكاهن القديس، إلى أن قرر أن يصبح هو نفسه سالزيانياً و مرسلاً بالتحديد، فحصل على شهادة في الفلسفة و سيم كاهناً عام 1895
بناء على طلب من أسقف ماكاو في الصين ذهب إلى هناك مع ستة سالزيان لينشروا روح دون بوسكو افتتح هناك ميتماً و مصلى أيضاً، و في عام 1918 سيم مطراناً لإرسالية شيوشو وفي هذه الفترة كان المسيحيون و المرسَلون الأجانب في الصين يتعرضون لصعوبات ما لبثت أن تحولت إلى اضطهاد.
عام 1921 التقى المطران فيرسيليا بكاليستو كارافاريو، المولود في تورينو عام 1903، و قال كارافاريو يومها : إلى اللقاء في الصين” و بالفعل التزم هذا الشاب بوعده فبعد أن سُيم كاهناً رافق المونسينيور إلى الصين كمرسَل سالزياني.
في شباط 1930 كان فرسيليا وكارافاريو يقومان بزيارة رعوية، وبرفقتهم مجموعة من الفتيات و الفتيان حين قامت مجموعة من القراصنة بإيقاف قارب المطران و حاولوا اختطاف الفتيات، فقام المطران فارسيليا و الأب كارافاريو بمنعهم بكل قوتهم لكنهم قتلوا في النهاية، وقبل أن يفارقا الحياة، تمكن من أن يعترف أحدهما للآخر، ثمّ لفط كلاهما أنفاسهما الأخيرة من أجل محبة الشبيبة.
أعلنهما البابا بولس السادس شهيدين عام 1976، و أعلنهما البابا يوحنا بولس الثاني طوباويين عام 1983 و أخيراً قديسَين في 1 تشرين الأول عام 2000.
القديسة ماريا ماتزاريلّو
ولدت في 9 أيار / مايو 1837 في مورنيزيه – إيطاليا، تميَّزت “ماريا” بقوة الإرادة و البنية و القدرة على التضحية، كانت تقضي وقتها في العمل بالحقل، إعانة أمها في أمور المنزل و تربية أخوتها، و لم يمنعها هذا من الالتزام في نشاطات الرعية، و هكذا كانت تتأمل الرب في عملها اليومي
انضمت إلى جمعية “بنات مريم الحبل بلا دنس” عام 1855، واعتنت بالمصابين بعدوى التيفوئيد من سكان مورنيزيه، وبعد فترة أصيبت بهذه الحمى وشفيت منها سنة 1860، تعلمت الخياطة وأسست مع صديقتها مشغلاً صغيراً عام 1862، إضافة إلى ميتم ومركز للتعليم المسيحي سنة 1863.
وفي 1864 و للمرة الأولى التقت دون بوسكو وأسست معه جمعية بنات مريم أم المعونة سنة 1872، توفيت الأم مازاريلّو في 14 أيار / مايو 1881.
أعلنها البابا بيوس الحادي عشر طوباوية في 20 تشرين الثاني 1938، بينما البابا بيوس الثاني عشر رفعها قديسة في 24 حزيران 1951
القديس دومينيكو سافيو
ولد دومنيك سافيو في (ريفادي كييري) بالقرب من تورينو في إيطاليا في 2 نيسان / أبريل 1842، عاش دومنيك في عائلة مسيحية علمته حب الله وأهمية الصلاة ومنذ طفولته كان يصلّي بحرارة ويخدم القداس باندفاع وحب كبير، خلافاً للعادات السائدة ذلك الزمان حيث كان لا يحق للأولاد المناولة قبل سن الثانية عشر، تلقّى دومنيك مناولته الأولى في السابعة من عمره وقد كان ذلك حدث عظيم بالنسبة له، تعرّف دومنيك على القديس يوحنا بوسكو الذي كان في ذلك الوقت كاهناً يهتم بالشبيبة والذي سأله ذات يوم: ماذا عليّ أن أعمل لأصبح قديساً؟ فأجابه دون بوسكو لا تهمل أعمالك التقوية والدراسية والعب بفرح مع رفاقك
فهم دومنيك سر القداسة، فكان يشجع رفاقه على الاعتراف ويهتم بالصبية الجدد، يساعد رفاقه المرضى كما أنه كان شجاعاً لا يتوانى عن تمزيق مجلة خلاعية مع رفاقه أو تأنيب أحدهم لدى تفوّهه بالشتائم
في أحد الأيام لاحظ الجميع غيابه، وعندما علِم دون بوسكو بحث عنه فوجده أمام القربان يتأمل فيه وكان قد مضى على وقوفه سبع ساعات دون أن يشعر بمرور الوقت
إنّ مرض دومنيك الخطير دفع الأطباء الى إعادته إلى منزله حيث الهواء النقي أملاً بشفائه ولكن مرضه تفاقم انتقل الى السماء بفرح كبير في التاسع من آذار 1857 وكان عمره خمسة عشرة سنة
تابع دومنيك من الملكوت السماوي حبه لأصدقائه الشبيبة وحصل لهم على نِعَم عديدة وشفاءات منها أعجوبة شفاء ولد يدعى “البانو ساباتينو” عمره 7 سنوات سنة 1927
أعلنه البابا بيوس الثاني عشر قديساً في 12 حزيران / يونيو 1954 وهو أول قديس تعلنه الكنيسة في الخامسة عشرة من عمره